قبل معمر القذافي، كان هناك الفينيقيون ثم اليونان فالرومان، وأخيراً العرب الأوائل.. كل ذلك يعني أنه لا توجد حضارة باقية للأبد، وكذلك لا يوجد زعيم أو قائد »مخلد«. وعدا الثروة النفطية الهائلة في ليبيا، والتي يجب على القيادات في ليبيا الجديدة الاعتناء بها، هناك ثروات أخرى.. ومن أبرزها الآثار، ذلك أن ليبيا تعج بالآثار، ففي الجنوب، هناك جبال أكاكوس الصخرية، حيث عثر على رسومات على الصخور تعود إلى ما قبل 12 ألف عام، بحيث اعتبرتها منظمة اليونسكو موقعاً للتراث العالمي. وفي الشرق، في الجبل الأخضر، هناك مدينة قورينا الأثرية أو شحات، القريبة من مدينة البيضاء، وهي مدينة يونانية، بينما يقال إن مارك أنطوني الروماني منحها هدية لملكة مصر كليوبترا. وعلى طول الساحل الشمالي لليبيا، توجد الآثار الرومانية، مثل مدينة لبدة الكبرى، أو ما يطلق عليه باللاتينية اسم »ليبتس ماغنا«، وهي الأخرى تصنفها منظمة اليونسكو كواحدة من مواقع التراث العالمي، ويقال إنها كانت واحدة من أجمل مدن الإمبراطورية الرومانية. يقول المسؤول في منظمة اليونسكو، فرانسيسكو باندارين إن كنوز ليبيا بدأت تتعرض للسرقة وبالتالي فهم يشعرون بالقلق على الآثار في ليبيا. وأوضح باندارين أن أوقات ما بعد الحروب أخطر على الآثار من الحروب نفسها، ذلك أنه لا توجد إدارة للبلاد، وهناك الكثير من السلاح، وهناك السرقات، مشيراً إلى أن هذا ما حدث على الأقل في العراق ومصر وأفغانستان. وأوضح أن هذا الأمر بات يحدث في ليبيا حالياً، مشيراً إلى سرقة أحد أهم الكنوز من الذهب والفضة ويعود إلى عصر الإسكندر العظيم، من مدينة بنغازي بعد أن تم تحريرها من قوات النظام الليبي. وتحاول منظمة اليونسكو حالياً إرسال فريق إلى ليبيا لتقييم الأضرار التي لحقت بالآثار الليبية على أن يصل إليها في أسرع وقت ممكن، كما تحضر لعقد مؤتمر دولي في أكتوبر المقبل لبحث مستقبل المواقع الأثرية في ليبيا.