أكد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل البدء في مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة بعد أسبوع. وأضاف جبريل -في مؤتمر صحفي بالعاصمة طرابلس- أن الإعلان عن الحكومة سيتم في الأيام القليلة المقبلة، وقال إنها ستكون حكومة وفاق وطني. وأوضح أن"الحكومة الجديدة ستضم ممثلين لمختلف مناطق ليبيا، ولكنه في نفس الوقت أشار إلى أن عملية تحرير ليبيا لم تنته بعد، وأن معظم الثوار ما زالوا على الجبهات. وأكد جبريل أن الحكومة الجديدة مكلفة بتنفيذ قرارات المجلس الوطني الانتقالي، وأن حكومة أخرى سيتم تشكيلها بعد تحرير ليبيا بالكامل. وكان جبريل قد حذر -أثناء زيارته لطرابلس الجمعة- من وقوع ألاعيب سياسية، وأضاف -في مؤتمر صحفي- أن البلاد تمر بمرحلة تحتاج فيها للوحدة، وأنه بمجرد انتهاء المعركة يمكن للعبة السياسية أن تبدأ. ولوح جبريل بالاستقالة إذا اندلع اقتتال داخلي، مشيرا إلى أنه إذا اتضح أن »الثوار« لا تجمعهم أرضية مشتركة فسوف ينسحب. وفي الميدان، اضطر قسم من سكان مدينة بني وليد إلى الفرار مع اندلاع قتال شوارع في المدينة بين المتمردين وفلول العقيد معمر القذافي التي هاجمت الليلة الماضية انطلاقا من سرت منشأة نفطية قرب راس لانوف قبل محاصرتها. وسيطر المسلحون -المنتمون إلى تشكيلات من غربي ليبيا وشرقيها- على معظم الجزء الشمالي من بني وليد (150 كيلومترا جنوب شرق طرابلس). لكنهم واجهوا مقاومة عنيفة من مئات المسلحين الموالين للقذافي الذين نشروا قناصة فوق المباني العالية. ويقدر عدد هؤلاء بنحو ألف بعدما قدروهم سابقا ب150 على الأكثر ويؤكدون أنهم يستخدمون أسلحة ثقيلة بينها الراجمات في محاولة لصد تقدم المتمردين الذين كانوا حشدوا بضعة آلاف من المقاتلين. وفي وقت سابق طوق المتمردون المدينة من كل الجهات ودخلوا الأحياء الشمالية إلا أنهم يتريثون في شن هجوم شامل مع تواتر المعلومات من داخل المدينة عن استخدام السكان دروعا بشرية. وشوهدت أمس، قوافل سيارات تقل مدنيين فارين من المدينة التي يقدر عدد سكانها بما بين ستين ألف نسمة ومائة ألف. وتحدث سكان فارون عن قتال عنيف من شارع إلى شارع وقالوا إنهم تركوا المدنيين محاصرين في بيوتهم. ودعا أنصار القذافي السكان عبر إذاعة محلية إلى القتال حتى الموت مؤكدين أن »الثوار« قادمون لتدمير المدينة. وكان المتمردون قد تعرضوا في اليومين الماضيين لقصف من داخل المدينة بصواريخ غراد الروسية الصنع وقذائف الهاون ورصاص القناصة مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة منهم لكنهم تمكنوا في المقابل منذ الجمعة الماضي من أسر 15 من الموالين للقذافي على دفعات. وقالت مصادر من داخل المدينة إن بعض أنصار القذافي يتظاهرون بأنهم مؤيدون للثورة ثم ينقلبون على الثوار الذين انتفضوا داخل بني وليد, بل إن أحد ثوار مدنية الخُمس الساحلية شرق طرابلس لم يستبعد وجود بعض الخونة في صفوف »الثوار«. وأشار متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي إلى مقاومة شرسة تبديها كتائب القذافي في بني وليد, قائلا إنه لا يعرف الوقت الذي سيستغرقه تحرير المدينة. وتتعرض مواقع فلول القذافي في المدينة بين حين وآخر لضربات من طيران حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال أمين عام الناتو أندرس فوغ راسموسن إن الحلف سيستمر في عملياته العسكرية بليبيا طالما استمر التهديد للمدنيين مشيرا إلى أنه لا تزال جيوب مقاومة لأنصار القذافي في بعض مناطق ليبيا.