قال الأستاذ أحمد عظيمي ل» صوت الأحرار« إن على السلطة أن تكون واعية بالتحديات التي تواجهها الجزائر، واعتبر أن المنظومة الاتصالية الوطنية الفاشلة هي التي تدفع بالشباب إلى وسائل اتصالية ليست بريئة، مجددا تحذيره من ضرب الوحدة الوطنية عبر قنوات فضائية أجنبية. ما هي قراءتكم للدعوة إلى إحداث ما يسمى »ثورة« في الجزائر يوم 17 سبتمبر الجاري ؟ هي دعوة كغيرها من الدعوات العديدة التي تطلق في هذه الأيام في الوطن العربي، لأن المرحلة الحالية تجعل كل من يريد أن يحدث ثورة أو تغيير أو فوضى أو مؤامرة أو إصلاح اللجوء إلى »الفايس بوك«، ونلاحظ هذا الوضع الخاص بالمنطقة العربية ولا نجد مثل هذه الدعوات في العالم الغربي مما يجعلنا نقرأ غياب مجالات التعبير الحر وعجز وسائل الإعلام في التعبير عن انشغالات المواطن وأيضا تولد كم معين من الخوف يختلف من بلد عربي إلى آخر، الخوف من التعبير عن هذه الانشغالات هو الذي يؤدي بكثير من الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي لأنه يمنح لهم فرصة الحديث والتعبير بأسماء مستعارة. بصفتكم أستاذا بكلية الإعلام ومحللا سياسيا، ما هي دلالات اللجوء إلى استخدام » الفايس بوك« في الترويج لمثل هذه »الثورات« ؟ »الفايس بوك « هو المكان الوحيد الذي يعطي فرصة للشخص للتعبير عن مشاكله، وسيلة اتصالية خطيرة قد تستغل من طرف جهات أجنبية متآمرة أو لإصلاح ذات البين، »الفايس بوك« أكبر قناة اتصال حرة تحت تصرف الشباب، ساهم في إحداث انتفاضة أنا لا أسميها ثورة في تونس ومصر وأسقطت حاكمين مما فتح شهية الشباب العربي في عديد من الدول العربية ومنها الجزائر لإحداث انتفاضة شبيهة. ثانيا، بالنسبة للجزائر هناك غياب فضاءات التعبير الحر، هذا الغياب يجعل الشباب يبحثون عن فضاءات أخرى، وكما يقال فإن المرأة الفاشلة هي التي تدفع زوجها نحو امرأة أخرى، هذا المثل ينطبق على وسائل الاتصال اليوم. المنظومة الاتصالية الوطنية الفاشلة هي التي تدفع بالشباب إلى وسائل اتصالية ليست دائمة بريئة. هل نستطيع القول إن خاصية التفاعلية التي يتميز بها » الفايس بوك« تزيد من الاستقطاب؟ التفاعلية مهمة جدا في الاتصال، وهو ما أدى بكثير من تلفزيونات العالم إلى إدخال هذه الخاصية في برامجها وقد نجحت في استقطاب الشباب، وغياب برامج ذات كفاءة عالية يجعل المشاهد يتجه إلى قنوات أخرى. • هل يمكن التسليم أن التجربة التي عرفتها تونس ومصر عبر »الفايس بوك« ستعمم في الجزائر؟ المؤكد أن العالم العربي يمر بمرحلة جديدة وخطيرة، فقد شهدت تونس، مصر وليبيا انتفاضات في المدة الأخيرة أسقطت الحكام لكن لم تسقط بعض الأنظمة، ونرى هذه البلدان تدخل في فوضى قد تدوم لسنوات وينتج عن هذا أوضاع أمنية خطيرة جدا، وهذا لا يخلق أوضاعا طبيعية إلا بوجود نخبة مثقفة واعية بمستقبلها. بالنسبة للجزائر لابد أن نسجل أن هناك طموحا شعبيا نحو التغيير والجزائر عاشت مرحلة خطيرة جدا، تتمثل في مرحلة الإرهاب، ننتظر من السلطة أن تكون واعية بالتحديات التي تواجهها، قد تحدث أي فوضى أو تمرد شعبي يجعلها تقدم بنفسها على الإصلاحات وإحداث التغيير الذي لا يجب أن يكون على مستوى القوانين فقط بل تغيير جيل كامل من المسؤولين وفتح المجال أمام الشباب ليسيّر شؤون البلاد، لأن الشباب وحدهم من لديهم الكفاءة والقدرة على تسيير بلد كبير جدا كالجزائر في زمن العولمة، بدون هذا فإن أي تغيير لن تكون له نتائج منتظرة. القضية بالنسبة للجزائر ليست قضية نصوص قانونية هي موجودة وإنما المسألة متعلقة بجيل كامل أثبت فشله في تسيير أمور البلاد وعليه أن يسلم المشعل. • حذرتم في وقت سابق أن الوحدة الوطنية في خطر لما تروجه القنوات الفضائية من أخبار ضد الجزائر ودعوتم إلى تحرير قطاع السمعي البصري، هل من توضيح؟ اليوم الرأي العام الجزائري يوجه من طرف القنوات الأجنبية، فنسبة مشاهدة التلفزيون لا تتجاوز 5 بالمئة وبرامج هذه القناة حسب رأي كثير من الصحفيين والمختصين والمتتبعين هزيلة وتفتفر بل وتفتقد إلى الكفاءة والمصداقية، وعليه نلاحظ أنه لا توجد أي دولة أخرى سلمت رأيها العام للقنوات الأجنبية مثلما هو الشأن في الجزائر، وهذا يجرنا إلى التأكيد أن هذا الوضع خطير جدا عل الوحدة الوطنية، هناك أدلة ووقائع كثيرة بينت كيف أن دولة أجنبية استطاعت أن تخلق ثورات من العدم وأن تدخل البلد في أحداث خطيرة جدا وبالتالي الحل الوحيد هو الإسراع في فتح المجال السمعي البصري أمام المواطنين بشرط وضع دفتر أعباء ومجلس أعلى للسمعي البصري ليفرض احترام أخلاقيات المهنة، كما يجب إحداث تغييرات جذرية على برامج القناة العمومية لتتحول من قناة خادمة للسلطة إلى قناة خادمة للوطن.