شدّد جمال بن عبد السلام الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني وأحد المشاركين في التحالف الوطني للتغيير الذي يضم عدة أحزاب وشخصيات وطنية، على التفريق بين مطلب التغيير الشامل ومطلب إسقاط النظام· وأشار ضيف فوروم ''البلاد'' بوضوح إلى أن التحالف يرفع شعار التغيير لما قد ينجر عن مسعى تكريس المعادلات الصفرية غير المحمودة العواقب، دون أن يفوته التحذير من مناورات السلطة بشأن الإصلاح· وقال إن الفرصة مواتية لإحداث التغيير، وحذر من تفويتها· كما أبدى تخوفه من أن تسعى السلطة لإعادة إنتاج نفسها· فيما وصف الإصلاحات الموعودة بالغامضة وطالب بالشفافية في التعاطي مع الشأن العام· كما حذر بن عبد السلام من تداعيات ما يحدث في ليبيا، ودعا السلطة إلى بذل المزيد من الجهد للحيلولة دون تحمل الجزائر تداعيات المشهد الليبي، دون أن يمنعه ذلك من إدانة تصرفات القذافي وإعلان تضامنه الكامل مع مطالب الشعب الليبي· عبد الله ندور أوضح رئيس حركة الإصلاح جمال بن عبد السلام، بخصوص الأصوات التي ارتفعت مؤخرا المطالبة بتغيير النظام أو إسقاطه، أن الأمر يختلف في الآلية المتبناة بين المطلبين، حيث قد يأتي التغيير عبر حوار ونقاش بين القوى السياسية المعارضة من جهة والسلطة من جهة أخرى، أو قد يكون عن طريق ضغط سياسي سلمي تمارسه المعارضة فيؤدي إلى إحداث التغيير· هذا فيما يتعلق بالتغيير· أما إسقاط النظام فهو عملية فراديكاليةف، حسب بن عبد السلام، وهي لا تقبل القسمة على اثنين، فهي معادلة صفرية· وفي السياق ذاته أكد أن الحركة ومعها التحالف الوطني للتغيير تؤمن بأن هناك فرصة أمام الجميع لإحداث التغيير السلمي الهادئ والحضاري، وهذا مرهون بمدى استيعاب النظام الجزائري للحركية التي تشهدها الساحة السياسية، مشيرا إلى أنه مرتبك ويفتقد الرؤية الصحيحة والتقدير الدقيق للأمور، رغم أن الوضع الداخلي يتسم بالغليان في جميع القطاعات والهيئات، بالإضافة إلى الوضع العربي الذي يشكل ضغطا متزايدا على الجزائر، خاصة ما يحدث في الحدود الشرقية وبالتحديد ليبيا، معتبرا أن ما يحدث في منطقة شمال إفريقيا عبارة عن فرصة للاستفادة من التجارب السابقة على غرار ثورتي تونس ومصر، مشيرا إلى أن كل معطيات التغيير موجودة، خاصة أن الشعوب استوعبت أنها تستطيع إحداث التغيير ، وهي بمثابة رسالة للنظام الجزائري بأنه مخير بين التغيير الحضاري السلمي الذي يريده الشعب تجنبا للانزلاقات وربحا للوقت والجهد، وبين التغيير الذي يفرضه الشارع ولا يعلم أحد بمآلاته· وتتحمل السلطة المسؤولية الكاملة إذا أرادت المناورة والالتفاف على المطالب الشعبية، خاصة أن الإجراءات المتخذة مؤخرا في مجلس الوزراء، التي اعتبرها مناورة وترقيعات سياسية، لا ترقى إلى مستوى المطالب الشعبية· وأشار إلى أن المراهنة على تغيير النظام هي على قوى التغيير والشعب، لأن النظام في نظره لو وجد فرصة لعدم التغيير فلن يفوتها، وبالتالي فالبديل هو نظام ديمقراطي تعددي تحركه الحريات والعدالة الاجتماعية والتنمية· وهي المطالب التي يرفعها التحالف الوطني للتغيير والمتماشية مع مطالب الشعب المتنوعة الاقتصادية والاجتماعية، ومطالب الكرامة والحريات الأساسية، وحقوق الإنسان، وبين المطالب الأمنية والسياسية، وتعتبر كلها مطالب مشروعة وشاملة تعكس أزمة النظام السياسي الذي وصل إلي نهايته، بحيث دخل في طريق مسدود وبالتالي عليه أن يتغير·
نحن مخيرون بين التغيير والتغيير قال ضيف ''فوروم البلاد'' إن النموذج التونسي يعد نموذجا إيجابيا للتغيير، معترفا أن التحالف الوطني من أجل التغيير الذي يعتبر عضوا فيه، يعد مجالا لإحداث وثبات وخطوات نحو التغيير في الجزائر· وأضاف أنه من واجبنا استغلال الفرصة الآن فهناك وعي كبير لدى المواطن الجزائري، مؤكدا أن الجميع يؤمن بأن هناك فرصة للتغيير السلمي والهادئ والحضاري· ورهن بن عبد السلام إحداث التغيير في الجزائر بتقدير دقيق للأمور، مشيرا أن الوضع الداخلي الذي يتسم بالغليان في جميع القطاعات والولايات والبلديات وكذا الأوضاع في البلدان العربية يشكل ضغطا كبيرا على الساحة بشكل يتزايد يوما بعد آخر، خصوصا في ليبيا· وحول الاعتصامات والإضرابات التي شهدتها لأزيد من شهرين مختلف القطاعات في الجزائر (الجامعات، العمال، الشرطة والحماية المدنية)، ردد المتحدث عبارة واحدة مفادها أننا اليوم أمام واقع لا يمكننا أن نتغاضى عن تبعاته وبالتالي فنحن مخيرون اليوم بين التغيير والتغيير الحضاري السلس الذي نريده· وطالب بن عبد السلام بالتغيير السلمي ربحا للوقت والجهد وتجنبا للانزلاقات، وتجنبا أيضا للتغيير الذي سيلفظه الشارع إن لم نتحرك، وهو التغيير الذي لا يعلم أحد بمآلاته ونتائجه· وحمل الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، السلطة مسؤولية هذا التردد وتأخير إحداث التغيير والمناورة· وحول برنامج التحالف الوطني من أجل التغيير، قال المتحدث إن هذا التنظيم بنى إستراتيجيته على أربع خطوات: الأولى تأسيس التحالف والثانية تحضير وثائق التحالف وتم إتمام ذلك، والثالثة الخروج في تجمعات شعبية لتمرير رسالة جادة أن التحالف يملك مصداقية شعبية ووسيلة للتغيير، لتبقى المرحلة القادمة المتمثلة في تشكيل وفود وطنية على مستوى الولايات لإقناع الشخصيات التاريخية والسياسية والوطنية والأكاديمية ومختلف منظمات المجتمع المدني، وجمع كل قوى التغيير من أجل التحاقها بمبادرة التحالف· كما أشار إلى أن عملية تشكيل هذه الوفود ستنطلق، خلال الأيام القليلة القادمة، لتبدأ عملها ميدانيا ونذهب إلى عقد مؤتمر يجمع كل قوى التغيير وبذلك نضع السلطة أمام مسؤوليتها في الاستجابة لمطالب الشعب· وعن سقف التغيير، قال بن عبد السلام إننا لا نطالب أحدا، نحن نناضل من أجل التغيير ونستند في ذلك على الله تعالى وعلى الدعم الشعبي·· التحالف يراهن على المواطنين، لأن النظام لو وجد فرصة لعدم التغيير فسيفعل، ولكن يجب علينا تغيير النظام وميكانيزماته والكثير من رموزه التي أكدت فشلها، والبعض أكد فساده وبالتالي البديل هو نظام تعددي تكرس فيه الحريات والحقوق والعدالة والتنمية الشاملة· فتيحة / ز النظام لم يستوعب الأزمة وقد يعيد إنتاج نفسه قال ضيف ''البلاد'' أن النظام السياسي الجزائري لم يستوعب الأزمة التي تعيشها البلاد، وأن كل الإصلاحات التي بصدد التحضير لها هي عبارة عن مناورة، ليعيد صياغة نفسه مثلما وقع مع أحداث أكتوبر ,1988 التي انقلبت عليها السلطة مباشرة بعد عامين من إقرار التعددية، وعتبر بن عبد السلام أن النظام يناور من خلال هذه الإصلاحات، و يبحث عن معادلة تجديد نفسه والاستمرار في السلطة مهما كلفه ذلك من ثمن، ومهما كانت انعكاسات ذلك على الوضع في البلاد، حسب تصريحه· ويضيف أن التحالف الوطني للتغيير تعلم من التجربة الجزائرية أن الأنظمة الشمولية لا تغيرها إلا قوى التغيير الواعية التي تعرف دورها ومسؤولياتها وطريقتها في تغيير النظام، بالضغط عليه بكل الطرق السلمية والهادئة من أجل إحداث تغيير واعٍ وواضح المعالم، كما حذر بن عبد السلام السلطة من تفويت فرصة التغيير بإعادة إنتاج نفسها · و يرى المتحدث أن رسالة بوتفليقة الأخيرة غامضة، فهي تحمل شعارات من دون تحديد لمضامينها، متسائل عن فحوى التعديلات السياسية التي دعا إليها الرئيس ، هل هي تعديلات جزئية مثل ما حصل مع الدستور؟ مشيرا الى أن الشعارات التي يتبناها النظام مخالفة تماما لمضامينها من حيث التطبيق الواقعي، وقال الضيف أن العبقرية الجزائرية بإمكانها أن تنتج أساليب للتغيير تكون خاصة بها، لأنها لا تثق ولا تراهن في التغيير على النظام القائم، بقدر ما تراهن على الإرادة الشعبية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن أساليب وآليات التغيير سيعلن عنها التحالف الوطني للتغيير تباعا، من خلال النشاطات التي يقوم بها، مؤكدا أنها ستكون متجاوبة مع المطلب الشعبي العام، ليطمئن الشعب بأن التغيير في الجزائر سيحدث عاجلا أم آجلا· عبد الله ندور مطالب الشعب شاملة ومتكاملة نفى رئيس حركة الإصلاح أن تكون مطالب الشعب الجزائري اقتصادية واجتماعية محضة، وقال إن مثل هذا التشخيص خاطئ بدليل الرسالة الأخيرة الموجهة من طرف رئيس الجمهورية الذي أكد أن الجزائر بحاجة إلى إصلاحات سياسية شاملة، مشيرا إلى أن مطالب الشباب متنوعة بين اقتصادية واجتماعية كالشغل والقضاء على البطالة خاصة في صفوف خريجي الجامعات، وإيجاد الحلول العاجلة والجذرية لمشكلة السكن التي تبقى على رأس المطالب الاجتماعية، بالإضافة إلى مطلب الكرامة، على حد تعبير بن عبد السلام، الذي أكد أن هذه المطالب الاجتماعية تشملها أيضا مطالب سياسية أهمها الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان، مما يعني أن المطالب شاملة تعكس أزمة يعيشها النظام السياسي· مشيرا الى أن الاحتجاجات الأخيرة التي تعرفها مختلف القطاعات إلا دليل على المطالب السياسية، ودعا بن عبد السلام الى فتح المجال للحوار مع كل مكونات الشعب الجزائري · عبد الله· ن السلطة تفتقد لرؤية سياسية واضحة اعتبر ضيف ''البلاد'' أن السلطة في الجزائر ''عمياء''، لأنها على حد تعبيره تملك رؤية سياسية واجتماعية واقتصادية واضحة المعالم· وأضاف أن النظام في الجزائر يبدو عليه الارتباك ويفتقد إلى الرؤية الصحيحة، وإلى تقدير دقيق للأمور، رغم أن الوضع الداخلي يتسم بالغليان في جميع القطاعات· وأوضح أن النظام يبحث عن معادلة لتجديد نفسه والاستمرار في السلطة مهما كلفه الثمن ومهما كانت انعكاسات الوضع في البلاد، مشيرا إلى أن التجربة العربية علمتنا أن الأنظمة الشمولية لا تغيرها إلا قوى التغيير الواعية والتي تعرف دورها ومسؤوليتها وطريقتها في التغيير بالضغط على هذه الأنظمة حتى تتنازل· وأشار إلى أن التحالف الوطني من أجل التغيير يفضل نظاما برلمانيا قويا ومستقرا، لأنه الأنسب للجزائر باعتبار أن من إيجابياته أن يكون للرئيس دور الإرشاد وتوجيه النصح لسلطات الدولة· كما أن صلاحياته محددة دستوريا لا تتعدى تعيين رئيس الوزراء الذي يختاره من المجموعة البرلمانية التي تفوز بالانتخابات· ف / ز لم نتلق دعوة من الرئيس للقائه وإن دعانا فلن نتردد كشف الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني وأحد الأعضاء المؤسسين للتحالف الوطني من أجل التغيير، جمال بن عبد السلام، أنه لم يتلق أي دعوة رسمية للقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مشددا على أن الحزب لا علم له بمثل تلك اللقاءات الجانبية التي يكون قد عقدها الرئيس مع عدة شخصيات سياسية، مشيرا إلى أن تلك المعلومات قرأها شخصيا عبر عدة عناوين صحفية في الجزائر، وعليه طرح العديد من التساؤلات حول صحة هذه اللقاءات والمشاورات· وأضاف بن عبد السلام، الذي نزل ضيفا على ''فوروم البلاد''، أن هذا الكلام لم يسمع به من قنوات رسمية أو في دواليب الحكم، مستبعدا هذه الأخبار في إشارة منه إلى أن الرئيس بوتفليقة لم يُجر أي اتصالات ولا لقاءات مع الأحزاب السياسية ولم يزر البرلمان إلا مرة واحدة أثناء زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك· من جانب آخر، أعلن ضيف ''الفوروم'' أنه لم يتقدم بطلب لملاقاة الرئيس بوتفليقة ولكن إن دعاه فهو لن يتردد، باعتبار أن أي مبادرة سياسية من شأنها أن تعيد البلاد إلى السكة، سيوافق عليها من حيث المبدأ، خصوصا أن العديد من الجرائد تحدثت عن مشاورات سياسية دشنها الرئيس بوتفليقة من أجل الوصول إلى مبادرة سياسية بعد الاستماع لمختلف مقترحات عدة شخصيات سياسية· ودعا المتحدث إلى الحوار ''السلس'' و''الهادئ'' مع مختلف الأطراف السياسية وفتح نقاش وحوار شامل· ف / ز رسالة بوتفليقة ''غامضة'' وصف بن عبد السلام مضمون الرسالة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة إلى المشاركين في احتفالات عيد النصر ، بأنها ''غامضة'' وحملت على حد تعبيره شعارات وعناوين تتكلم عن التغيير والإصلاحات، مضيفا أنه في مرحلة حكم الرئيس بوتفليقة كرست السلطة أسلوبا آخر في تعاطي مع انشغالات المواطنين، بعد تبنيها شعارات أقدمت على تهيئتها المعارضة مثل السلم والمصالحة الوطنية، فهو شعار عملت عليه المعارضة وافتكته السلطة وروجت له ونجح على المستوى الشعبي، ولكن بعد إقرار السلم والمصالحة رأينا قانونا يخنق السلم بمشنقة، كما أسماها الضيف، ''المصالحة''· واعتبر ضيف ''فوروم البلاد'' ما جاء في الرسالة حول ''حالة الطوارئ'' حلا ترقيعيا لا يرقى إلى مطالب الشعب الجزائري· لا يمكن وصف الثورات العربية بما بعد الإسلاميةالتيار الإسلامي يبقى الأقوى في الساحة الوطنية محمد سلطاني رفض جمال بن عبد السلام، الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني وأحد الفاعلين في التحالف الوطني من أجل التغيير، الجزم بأن التيار الإسلامي تجاوزته الأحداث التي تهز أركان العالم العربي كما يرى الكثير من الملاحظين· كما رفض بن عبد السلام الإقرار بأن العالم العربي دخل مرحلة ما بعد الإسلامية وأن أي دور للإسلاميين في المستقبل لن يكون قبل عقد أو عقدين· وفضل بن عبد السلام، ضيف فوروم ''البلاد''، الإشارة إلى المناورات التي قامت بها السلط والأنظمة من خلال تلويحها بورقة الإسلاميين ومحاولة إقناع الغرب بأنها الأجدر بحماية مصالح هذا الأخير · كما أشار إلى أن التلويح والتخويف بالإسلاميين لم يعد مجديا بعدما اكتشف الغرب أكذوبة ما كان يسوق له حول الإسلاميين منذ عقود من الزمن· وشدد جمال بن عبد السلام على أن هذا التيار لايزال الرقم الأساسي في المعادلة السياسية الجزائرية، خاصة بعد التجارب المريرة التي عاشها الإسلاميون لا سيما في الجزائر· ويضيف بن عبد السلام، أن هؤلاء توصلوا رفقة جميع مكونات المجتمع وتياراته إلى أن مشكلة الجزائر ليست في تعدد الإديولوجيات ولا في الأفكار والقناعات بقدر ما تكمن في الاستبداد ومحاولة تحريض جهة على أخرى· وواصل بن عبد السلام، مؤكدا على أن الإسلاميين شاركوا، شأنهم شأن باقي التيارات الأخرى، في الثورات التي شهدها العالم العربي من تونس إلى مصر وصولا إلى ليبيا والبحرين وغيرها، وحتى في الجزائر كما أضاف بن عبد السلام التحالف الوطني من أجل التغيير يضم في صفوفه الإسلاميين والوطنيين والعلمانيين دون أي إشكال خاصة أن الجميع متفق ومتوافق على التغيير· وأكد أن الإسلاميين لم يرفعوا شعاراتهم لأن المعركة معركة شعوب وليست معركة أحزاب ولا تيارات ولا إديولوجيات · وعلى الرغم من الملاحظات التي شدت الأنظار في قاعة الأطلس خلال التجمع الذي نشطه التحالف من أجل التغيير، الذي تميز برفض بعض قيادات الحزب المحظور، الوقوف للنشيد الوطني وهو ما أعطى الانطباع بأن هؤلاء لايزالون في المربع الأول، إلا أن ضيف منتدى ''البلاد'' أكد أن التيار الإسلامي أجرى مراجعات كبيرة شأنها شأن باقي التيارات الإسلامية الأخرى في الجزائر مما يؤهل هدا التيار لأداء دور بارز في مستقبل هذا البلد، يقول بن عبد السلام مغتنما الفرصة ليجدد الدعوة لأبناء التيار الإسلامي، ونافيا أن يكون قد غازل بقاعة الأطلس بباب الوادي، الأسبوع الماضي، قيادات الفيس وأنصاره مشيرا إلى أنه وجه النداء إلى كل أبناء التيار الإسلامي المتوقفين وحمل في ذلك المسؤولية للسلطة التي برأيه زرعت فيهم وفي غيرهم من الجزائريين اليأس من الفعل السياسي، لأن السلطة يقول بن عبد السلام تدرك أن التيار الإسلامي يبقى الأقوى عندما تتوفر له أجواء الحرية والديمقراطية· أحزاب التحالف زائد ''واحدة'' لن تشملهم الدعوة للمؤتمر الوطني للتغيير وبخصوص الخطوات التي من المرتقب أن يتخذها التحالف الوطني للتغيير، بتحديد واستدعاء قوى التغيير التي ستشارك في المؤتمر الوطني، أكد ضيف منتدى ''البلاد''، جمال بن عبد السلام، أن التحالف ينظر إلى ما سماه بأحزاب التحالف زائد واحدة، على أنها أحزاب السلطة وجزء من النظام الجزائري الحالي الذي بلغ نهايته، وبالتالي هي جزء من الأزمة التي تعيشها الجزائر، في إشارة واضحة للأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، التي لم يذكرها بالاسم، وشدد على أنها ضمن أحزاب التحالف بطريقة غير مباشرة، مطلقا عليها اسم أحزاب التحالف ''زائد واحدة''، وأ شار إلى أنها أصبحت في بعض الأحيان ناطقة فعلية باسم رئيس الجمهورية، وفي أحيان أخرى باسم الوزير أول ، لهذا اعتبرها بن عبد السلام من أحزاب السلطة التي لن تشملها دعوة التحالف الوطني للتغيير الذي سيستدعي شخصيات وطنية ودعاة وأحزابا ومنظمات وطنية وجمعيات مجتمع مدني ونقابات واسعة التمثيل، بالإضافة إلى أصحاب المبادرات السياسية التي ظهرت في الساحة مؤخرا، موضحا في هذا الصدد أن قائمة من سيتم استدعاؤه ستحدد لاحقا، في الاجتماع الذي سيعقده التحالف الوطني للتغيير، مشيرا إلى أن الموافقة عليها ستكون بصيغة التوافق، مما يعني أنه إذا رفضت شخصية من طرف عضو واحد داخل التحالف فلن يتم استدعاؤه· وفي سؤال عن الشخصيات التي من المرجح أن تزكيها حركة الإصلاح لحضور ملتقى التغيير، رفض بن عبد السلام الخوض في أي اسم مهما كان، مؤكدا أن التحالف يحمل فكرة عن الشخصيات التي سيتم استدعاؤها، وهو بصدد التحضير للاتصال بهم، وهو في مرحلته النهائية والأخيرة، من بين الخطوات الأربع التي اتخذها التحالف الوطني للتغيير، مشددا على أن الأشخاص الذين سيستدعون يتم التوافق عليهم بين كل أطراف التحالف· ندور عبد الله ما يقع في ليبيا هو نتاج ''حماقة'' النظام الديكتاتوريالخوف اليوم على الجزائر تأسف الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني وأحد الأعضاء المؤسسين للتحالف من أجل التغيير، جمال بن عبد السلام في منتدى فالبلاد''، للأوضاع الجارية في ليبيا، قائلا إنها نتيجة ل ''حماقات'' نظام العقيد معمر القذافي الذي أدخل البلد في فوضى عارمة· كما شدد على أن الوضع المأساوي هناك لا يعني أن الجزائر في منأى عن أي خطر محدق بالمنطقة، خصوصا بعد القصف الجوي الدولي· وأكد الضيف أن الوضع في ليبيا خطير جدا وهو ناجم عن حماقات النظام الليبي· كما هي نفس النتائج التي تتكبدها الشعوب في دول عربية ديكتاتورية وشمولية أوصلت شعوبها لهذا الوضع المزري، والخروج إلى الشارع، معتبرا أن ما تعيشه ليبيا أمر مؤسف، لأن الضحية الأولى والأخيرة في النهاية هو الشعب الليبي· وحول ما يجري الآن في الساحة الليبية خصوصا بعد الضربة الخارجية، قال بن عبد السلام إنه كان بإمكان القذافي أن يستمع للمرة الأولى لنداء شعبه ويفتح النقاش معه ويجلس إلى طاولة الحوار، وإيجاد حل يساهم فيه الجميع بمن فيهم هو· وأضاف في هذا السياق أنه كان بإمكان القذافي أن يستجيب لمطالب شعبه ويشرف بلده عن طريق التوصل إلى حل لاستقرار البلد، وعدم الزج بها في المجازر، مما فتح المجال أمام التدخل العسكري الخارجي· وأشار إلى أن ''حماقة'' القذافي أخذت بلاده إلى ''الجحيم''· لذا، فالوضع الليبي الآن هو بين خيارين: إما الاحتلال الخارجي أو خيار الحرب الأهلية ، وفي الحالتين الخاسر الأكبر هو الشعب الليبي واستقرار وطنه يقول بن عبد السلام ·من جانب آخر، أبدى ضيف ''البلاد'' تخوفه كمواطن عربي ليس على ليبيا، لأن الكارثة وقعت في هذا البلد الشقيق بعد أن دخل في نفق مظلم آ ملا أن يخرج منه بأخف وأقل الأضرار على حد تعبيره لكنه اعتبر أن ما يقع اليوم في ليبيا خطير جدا وخصوصا بالنسبة لبلدنا الجزائر وهو ما يثير الخوف والتوجس في آن واحد· وعبر المتحدث عن خشيته اليوم من انعكاسات الوضع في ليبيا على الجزائر وتضعنا كأكبر دولة عربية وإفريقية بعد تقسيم السودان، في عين الإعصار، خصوصا أننا بلد غني وشاسع ويسيل لعاب الكثير من الدول المتربصة بنا· كما حذر من أن تتعرض الجزائر إلى مخطط تآمري عبر توظيف ورقة الساحل الإفريقي ومكافحة تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، فضلا عن تحول الحظر الجوي إلى تدفق عسكري على الأرض فعندئذ سنكون محاصرين من كل الجهات· واستغل المتحدث الفرصة لدعوة السلطة الجزائرية إلى الإسراع في التغيير والمضي قدما نحو تعزيز الجبهة الداخلية الوطنية، بتحقيق نظام سياسي قوي ومستقر وجبهة وطنية متلاحمة اجتماعيا، تفكك فيها كل الألغام التي قد تستغل بما يؤثر على الجزائر ووحدتها وسيادتها على ترابها وثرواتها· فتيحة / ز الاتصال بجاب الله مشروط بتوافق المتحالفين على الرغم من حديث جمال بن عبد السلام عن المراجعات، إلا أنه تحاشى ذكر الشيخ عبد الله جاب الله عندما سئل إن كان ''التحالف الوطني من أجل التغيير'' سيتصل بالشيخ عبد الله جاب الله باعتباره أحد المساهمين في إثراء ساحة التغيير برسالته التي وجهها إلى رئيس الجمهورية· ومع ذلك لم يجد بن عبد السلام حرجا في التأكيد على أن القرارات في التحالف تتخذ بالتوافق مما يعني حسبه أن يقع التوافق على الاتصال به، مع أن اعتراض صوت واحد من بين أعضاء التحالف سيحول دون الاتصال بالشيخ· م·س