اغتيال القائد العسكري للمعارضة الليبية في ظروف غامضة اغتيل القائد العسكري للمعارضة الليبية ووزير داخلية القذافي سابقا اللواء عبد الفتاح يونس أول أمس برصاص مسلحين في ظروف غامضة، وذلك ساعات عقب الإعلان عن استدعائه للخضوع للتحقيق في قضية لم يتم الكشف عنها. وخلال مؤتمر صحافي مساء أول أمس أعلن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي للمعارضة، أن اللواء يونس قتل مع اثنين من رفاقه الضباط بعد تعرضهم لإطلاق نار من مسلحين، دون أن يوضح ملابسات الحادث، حيث اكتفى بالإشارة إلى أن المعني كان استدعي قبل مقتله للمثول أمام لجنة للتحقيق بموضوعات "تتعلق بالشأن العسكري"، وما يثير الشكوك أكثر في هذه الحادثة أن الجثامين الثلاثة لعبد الفتاح يونس ومرافقيه بقيت مفقودة لوقت طويل، حيث جرى البحث عنها وعن الجناة، قبل أن يتم الإعلان أمس الجمعة عن العثور على جثته في منطقة وادي القطارة التي تبعد عن مدينة بنغازي حوالي 40 كيلو مترا، وقد تم تشييع جنازته ظهرا في بنغازي . وفي المقابل أعلن مصطفى عبد الجليل اعتقال رئيس المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال وأعلن الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، مؤكدا فتح تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث. غموض الحادث أدى إلى انتشار شائعات تفيد بأن اللواء يونس اعتقل في بنغازي للتحقيق معه بتهمة الاتصال بنظام العقيد معمر القذافي، وكان مصدر مقرب من المعارضة قال الخميس الماضي أن مسؤولين استدعوا عبد الفتاح يونس من خط الجبهة للتحقيق معه، ولم يتضح بعد سبب استدعاء يونس وهو وزير سابق للداخلية انشق على القذافي في فيفري لكن إشاعات سرت بأنه أجرى محادثات سرية مع حكومة القذافي. يذكر أن يونس كان وزيرا للداخلية قبل انشقاقه عن القذافي، وكان يعتبر الرجل الثاني في النظام قبل انضمامه للمعارضة حيث تولى مناصب قيادية في صفوفها، وقد تعهد المجلس الانتقالي بالانتقام لمقتل عبد الفتاح يونس، كما شهدت مدينة بنغازي مظاهرة طالبت بالثأر له. من جهة أخرى يبدو أن جميع الأطراف أصبح لديها قناعة راسخة بأن حل الأزمة الليبية لن يتم إلا عن طريق الحوار وبطرق سلمية، وذلك بعد الجمود الكبير الذي يعرفه الوضع الميداني منذ شهور فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية لليبيين والتكلفة المرتفعة التي تتحملها بلدان الحلف الأطلسي المشاركة في الضربات العسكرية التي تستهدف الأراضي الليبية، وفي هذا الصدّد أتى تصريح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي مساء الأربعاء الماضي بروما، والذي أكد فيه أن بلاده تدرك أن الحوار يعد مفتاح التوصل إلى حل سياسي للنزاع هناك، موضحا أن غارات الناتو "تهدف لحماية الليبيين وتدعم الحرية"، وزير الدفاع الايطالي ايناسيو لاروسا قال من جهته أن فرنسا وايطاليا تأملان في عمل مشترك حول المسألة الليبية "حتى لا يترك المجال لعمليات مرتجلة" كما أضاف . الناتو واصل عمليات القصف على العاصمة طرابلس، حيث سمع دوي أربع انفجارات يوم الخميس في محيط منطقة باب العزيزية، وشوهد دخان كثيف وأسود يتصاعد في السماء جراء الانفجارات، ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه واشنطن أنها تدرس طلب المجلس الانتقالي بفتح سفارة في واشنطن، وذلك بعيد طرد لندن لدبلوماسيين مؤيدين لمعمر القذافي. وكان السفير الليبي في الولاياتالمتحدة علي العجيلي تقدم باستقالته في فيفري، وانضم منذ ذلك الحين إلى مؤيدي المجلس الانتقالي.