بعد أن استدعاه الثوّار للتحقيق معه اغتيال عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة شيّعت أمس الجمعة جنازة القائد العسكري اللواء عبد الفتاح يونس، من ساحة الحرية وسط بنغازي بعد استعادة جثته في وقت سابق·· وتعهّد الثوار في بنغازي بالانتقام لمقتل يونس· وشهدت المدينة التي تعدّ معقل الثوّار الليبيين مظاهرة طالبت بالثأر له· وقال مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار، خلال مؤتمر صحافي ليل الجمعة: (بكل أسى وحزن، نعلن عن وفاة اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، ورفيقيه العقيد محمد خميس والمقدم ناصر مذكور)· وأضاف أن يونس وخميس ومذكور تعرضوا لإطلاق نار من مسلحين، مشيراً إلى أن القائد العسكري للثوار كان استُدعي للمثول أمام لجنة (للتحقيق بموضوعات تتعلق بالشأن العسكري)، لكنه قتل قبل مثوله· وذكر عبد الجليل أن الجثامين الثلاثة لا تزال مفقودة، وأن البحث جار عنها وعن الجناة·· وأعلن الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، مؤكداً اعتقال رئيس المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال· غموض يحيط بعملية الاغتيال وقالت مصادر بالمعارضة الليبية، الخميس، إن مسؤولي المعارضة استدعوا يونس، الذي يقود حملة المعارضين العسكرية ضد معمر القذافي، من خط جبهة القتال· ولم يتضح على الفور سبب استدعاء يونس، وهو وزير سابق للداخلية، انشق على القذافي في فبراير الماضي، لكن إشاعات سرت بأنه أجرى محادثات سرية مع حكومة القذافي·· وقال مصدر بالمعارضة، إن يونس استدعي من البريقة في وقت مبكر، الخميس، لكن لم يمكنه توضيح السبب· وأكد عضو قيادي بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل المعارضة، أن يونس عاد قبل مقتله من خط الجبهة وهو غير سعيد بالوضع على الأرض، وأن المسؤولين حاولوا إقناعه بالعودة· وكان يونس يتولى منصب أمين أمانة الأمن العام (وزارة الداخلية) التي ظلّ فيها حتى أعلن في 22 فبراير 2011 استقالته منها ومن جميع مناصبه، وانضمامه إلى الثوّار الليبيين· ومثلت استقالته وانضمامه للثوار ضربةً موجعة لنظام القذافي، لأن يونس كان أبرز مسؤول ليبي، بعد وزير العدل مصطفى عبد الجليل، يعلن انضمامه للثوار· من هو يونس؟ وُلد يونس في منطقة الجبل الأخضر عام 1944، وهو ينتمي إلى قبيلة العبيدات، أكبر القبائل الليبية في شرق البلاد· والتحق بحركة الضباط الوحدويين الأحرار التي كانت تعدّ لانقلاب عسكري بهدف إسقاط الملكية الليبية، وكان ليونس آنذاك دورٌ مهم، حيث تولى مهمة اقتحام إذاعة بنغازي الرئيسية في ليلة الانقلاب عام 1969· وعند تأسيس العقيد معمر القذافي الجماهيرية الليبية، حصل يونس على مناصب رفيعة وهامة في السلك العسكري، أهمها رئاسة القوات الخاصة الليبية التي قادها في حرب ليبيا مع مصر، والصراع الليبي التشادي· وفي عام 2009، تولى حقيبة وزارة الداخلية، وبقي في هذا المنصب إلى أن أعلن استقالته وانضمّ للثوار·