أسفرت الهجمات المنسقة التي شنها مقاتلون من حركة طالبان أول أمس في الحي الدبلوماسي في كابل بأفغانستان وانتهت في وقت مبكر من أمس الأربعاء عن مقتل 11 بين مدني وشرطي إضافة إلى المهاجمين الستة الذين استهدفوا السفارة الأمريكية ومقر القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف). وأعلن المتحدث باسم الشرطة الأفغانية صديق صديقي انتهاء الهجوم الذي بدأ ظهر أول أمس واستمر لنحو عشرين ساعة مسفرا عن مقتل ستة مسلحين نفذوا الهجوم من مبنى مرتفع تحت الإنشاء ويطل على السفارة الأمريكية ومقر إيساف. وكانت الشرطة تحدثت في وقت سابق عن مقتل ثلاثة من أفرادها في الهجوم. وقال متحدث باسم إيساف إن الهجوم أسفر أيضا عن مقتل 11 شخصا من بينهم ثلاثة أطفال، وجرح 19 آخرين من بينهم ستة من قوات المساعدة الدولية. ولكن المتحدث لم يشر إلى وقوع قتلى في صفوف قوات إيساف، وإن كان الهجوم أثار أسئلة جدية بشأن مدى نجاعة الإجراءات الأمنية في العاصمة كابل لا سيما وأن الهجوم وقع في الحي الدبلوماسي واستهدف مباني حساسة من بينها مقر الاستخبارات الأفغانية وفي وضح النهار. وأعلنت حركة طالبان أول أمس مسؤوليتها عن الهجوم، وقال الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد إن الهجوم بدأ بتفجير انتحاري في دوار عبد الحق في العاصمة، قائلا إن الهدف كان مقر الاستخبارات الأفغانية وإحدى الوزارات، لكنه أضاف لاحقا أن سفارة واشنطن ومقر إيساف مستهدفان أيضا. وقال ناطق باسم السفارة الأمريكية إن طاقم البعثة الدبلوماسية قد احتمى بالملاجئ، كما أعلنت السفارة عن إلغاء جميع الرحلات داخل وخارج أفغانستان لجميع أفراد بعثتها الدبلوماسية. وحدثت بعض الأضرار للسفارة الأميركية ولكنها اقتصرت على الجدار الخارجي المحيط بها. ووفقا لرواية الشرطة الأفغانية، فقد بدأ الهجوم عندما توقفت سيارة محملة بالمسلحين في منطقة وزير أكبر خان الذين ترجلوا منها وفجر بعضهم أنفسهم في نقطة تفتيش في المنطقة، في حين دخل بعضهم المبنى تحت الإنشاء وبدؤوا بإطلاق النار والصواريخ من مواقعهم العالية. وداهمت القوات الأفغانية المبنى وقتلت اثنين من المهاجمين، في حين بقي اثنان آخران على سطح المبنى طوال الليل حينما حلقت مروحيات أمريكية وأفغانية فوق المبنى وأطلقت النار على المهاجمين. وهذا ثاني هجوم كبير من نوعه تشنه طالبان في كابل خلال أقل من شهر، بعد هجوم استهدف القنصلية البريطانية منتصف الشهر الماضي وقتل فيه تسعة أشخاص. وفي أواخر جوان الماضي شن مسلحون من الحركة هجوما على فندق في كابل يرتاده الغربيون، وانتهى بمقتل عشرة أشخاص على الأقل. وتزايدت حدة عمليات طالبان الأشهر الأخيرة، وسجل أوت الماضي مقتل 69 جنديا أمريكيا ليكون أعنف شهر على الجيش الأمريكي الذي يشكل الجزء الأكبر من القوات الدولية البالغ عددها 140 ألفا. وقبيل الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر 2001، تبنت طالبان هجوما كبيرا على قاعدة للناتو في ولاية وردك أصيب فيه 77 جنديا أمريكيا، واستبقته ببيان تعهدت فيه بهزيمة الجيش الأمريكي. لكن وزارة الدفاع الأمريكية نسبت الهجوم إلى شبكة حقاني، وهي مجموعةٌ أنشئت خلال الغزو السوفياتي لأفغانستان، المتحالفةٌ مع طالبان لكنها تحتفظ بخطوطها الخاصة للقيادة والعمليات.