التمس النائب العام بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة عقوبة 15 سنة سجنا نافذا للمتهمين الثمانية وشركاء "ت.عبد المجيد" المكنى "أبو المثنى" المتابعين بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل وخارج الوطن والتزوير واستعمال المزور وتجنيد الشباب وتحريضه للالتحاق بالجماعات الإرهابية المقاتلة بالعراق، والغريب في الأمر أنه يوجد من بين هؤلاء أستاذ جامعي بجامعة تيارت في اختصاص ليسانس في الاقتصاد والمالية. القضية كانت قد تأجلت في الدورة الماضية بسب غياب دفاع بعض المتهمين، وسبق لذات المحكمة أن رفضت طلب الإفراج المؤقت الذي طلبه دفاع المتهم "ب.م" وذلك لخطورة الجريمة المتابع بها هذا الأخير، وكانت التحريات التي أجرتها مصالح الأمن قد أثبتت علاقة المتهمين الثمانية بالمتهم "ت.عبد المجيد" المكنى "أبو المثنى "الذي سبق وأن أدانته محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بتهمة تجنيد الشباب الجزائري للقتال في العراق حيث ينشط وفقا للتعليمات التي كان يتلقاها من المدعو "الشيخ حمزة" باعتباره المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة بأوروبا والذي كان "أبو المثنى" يتلقى الدعم المادي منه لتغطية مصاريف نقل المجندين للالتحاق بالجماعات المقاتلة في العراق. وكشف المتهمون الثمانية أمام الضبطية القضائية عن التحاق مجموعة من الشباب التونسيين بالجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" والناشطة بجبال عنابة وسكيكدة بمساعدة من جماعة أبو المثنى حيث كلفه مسؤول القاعدة بأوروبا بإعداد بطاقات تعريف جزائرية لهؤلاء الشباب التونسيين حتى يتسنى لهم التنقل بحرية داخل التراب الجزائري وتنفيذ مختلف العمليات الإرهابية الموكلة إليهم، كما قام مسؤول تنظيم القاعدة بأوروبا أيضا بإرسال آلة تصوير فوتوغرافية لأجل التقاط الصور تسهيلا لعمليات تزوير بطاقات التعريف الوطنية. وإلى جانب هذا كشفت التحريات التي أجرتها مصالح الأمن أن المتهمين حاولوا الالتحاق بالجماعات المسلحة الناشطة بالعراق للقتال ضد القوات الأمريكية كالمتهم "قوادرية.م" المكنى "أبو الحارث" الذي كلفه أبو المثنى بالسفر إلى سوريا لاستلام مبلغ مالي من مسؤول القاعدة هناك، هذا الأخير الذي قام بتسليمه مبلغ 1500 أورو سلمها بدوره إلى عنصر آخر من عناصر تنظيم القاعدة بالجزائر لتغطية مصاريف المجّندين الجدد نحو العراق المكلفين بتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الأمريكية. ولم يتم التحقيق مع باقي المتهمين الذين ألقي القبض عليهم بمقرات إقامتهم بعد الاجتماعات العديدة التي كانوا ينظمونها بالمسجد العتيق الكائن وسط مدينة "تيارت" لتدارس كيفيات الانتقال، وبالنسبة للمتهمين الثمانية فقد كشفت التحريات ذهابهم للجهاد في العراق حيث انتقل العديد منهم إلى هناك، ومنهم من قتل على أيدي القوات الأمريكية ومنهم من تم اعتقاله، واعترف المتهمون بأن جلساتهم بالمسجد العتيق ترّكزت في مجملها حول فكرة الجهاد في العراق وإمكانية دخول الأراضي العراقية الذي أضحى بعد ذلك واقعا ملموسا بعد التقائهم بكل من "أبو المثنى" و"أبو هاجر" باعتبارهما مكلفان من طرف قادة تنظيم القاعدة بتجنيد الشباب للقتال في العراق. المتهم الرئيسي "ح.عبد المجيد" المولود بتاريخ 11 نوفمبر 1969 بتيارت، أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة استفسر رئيس المحكمة عن ضلوعه في القضية إلا أنه أنكر التهمة المنسوبة إليه وأكد أن التصريحات التي أدلى بها أمام الضبطية القضائية وقاضي التحقيق كانت تحت طائلة التعذيب، أما المتهم الثاني "ح.عبد المجيد"، باعتباره تاجر أكد أمام هيئة المحكمة أنه سافر مرة إلى سوريا من أجل شراء بعض السلع وقد ألقت عليه مصالح الأمن القبض بسبب سفره إلى سوريا والاشتباه في انضمامه إلى الجماعات الإرهابية التي تنشط في الخارج والتي تعمل على تجنيد الشباب الجزائريين من أجل المقاومة في العراق. وقال المتهم الثالث "م.عدة" أثناء استجوابه من طرف رئيس الجلسة أنه لا يعرف أي متهم من المتهمين المتورطين في هذه الجناية، ونفى في هذا الشأن سفره إلى سوريا بالرغم من أنه يحوز على جواز سفر وكان الهدف منه هو الذهاب إلى فرنسا، وقال ذات المتهم إنه بريء من التهمة المنسوبة إليه إلا أن القاضي سأله "لماذا تراجعت عن معرفة الأشخاص وفي أي سنة استخرجت جواز السفر؟" فأجاب المتهم بأنه لم يتذكر السنة. وأفاد المتهم "خ.الهوراي" وهو أستاذ بجامعة تيارت ليسانس في الاقتصاد والمالية ويحضر شهادة ماجستير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أثناء مواجهته بمحاضر التحقيق التي أدلاها أنه لم يفهم لحد الساعة لماذا هو متواجد بالسجن خاصة أن مصالح الأمن ألقت عليه القبض وهو عريس جديد، مضيفا في سؤال المتهم عن المسجد الذي كان يتردد عليه أثناء تأدية صلاته بأنه مصلى بالجامعة يدعى علي بن أبي طالب. وفي سؤال قاضي حول معرفة مجند الشباب الجزائريين لالتحاق بالعراق المدعو "تواتي عبد المجيد" المعروف ب "أبو المثنى" أفاد ذات المتهم أنه رآه مرتين الأولى أثناء قراءة الفاتحة من أخته أما الثانية فكانت أثناء العقد، وخلال رده على استفسار القاضي "هل المتهم بلحسل سبق وأن عرض عليك فكرة الذهاب إلى الشيشان من أجل الحرب أو حتى نسيبك تواتي عبد المجيد؟" نفى المتهم ذلك بشكل قطعي.