خصتني قيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالدعوة لحضور وقفة تأبينية لفقيدها الراحل الرئيس العلامة عبد الرحمن شيبان على هامش الدورة الإستثنائية لمجلسها الوطني المنعقد في يوم جمعة مبارك بزرالدة . من بين ما شدني، وناهيك عن الكلمة القوية للشيخ الأستاذ محمد الأكحل شرفاء وما تلاها من كلمات الإخوة الشهود الذين ذكروا بخصال وأفكار و نضال ومواقف الرجل.. وصية المرحوم شيبان وهو على فراش الموت ، نقلها للحضور الأستاذ زبير طوالبي بإشهاد الأستاذ طارق وإبن المرحوم الدكتور نوفل . كانت الوصية بأسلوب "سانحة" المرحوم العلامة شيبان التي كان يطل بها من " البصائر " ..قائمة على أربع كلمات تختزل مسار نضال علمائنا الذي لم ينفصل عن نضال الشعب الجزائري بالأمس، اليوم وغدا.. وصية بآخر كلمات للمرحوم : الدين ، العمل،العدل، الشرف والوحدة . عند العودة إلى البيت قمت بالبحث عن مدلولاتها فيما قاله الشيخ في آخر حوار أجريته معه لجريدة "عُمان" . وبالنظر لآنيته وتعميما لفائدة الإطلاع والمساهمة في نشر مآثر المرحوم العلامة ، إقترحت على الأستاذ نذير بولقرون إعادة نشره في صوت الأحرار . صوت المدافعين عن ثوابت الجزائر التي آمن بها الشيخ شيبان رحمه الله عليه وطيب ثراه ..فإليكموه [email protected] * سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان.. عقدتم مؤتمر الجمعية مؤخرا، وتمكنتم من جمع مختلف الفرقاء السياسيين على طاولة واحدة، وحتى وصفتم ببيت المصالحة الكبير.. إلى ماذا تردون ذلك؟. ** لا شك أنكم تابعتم أشغال المؤتمر الثالث لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بل إنكم كنتم شاهد عيان على افتتاح المؤتمر، لأنكم كنتم من بين ضيوفنا الأعزاء، ولاحظتم أجواء الوفاق والاتفاق والاحترام والوئام التي سادت المؤتمر وجمعت الفرقاء السياسيين من مختلف الأحزاب والحساسيات والتوجهات، وجمعت أولئك الذين تعاقبوا على حكم الجزائر في أعلى مستويات المسؤولية من رؤساء دولة، ورؤساء حكومات في مراحل مختلفة، وأنا في غاية الارتياح من الانطباع الذي تركه المؤتمر لديكم، وجعلكم تستعملون هذا الوصف الجميل "بيت المصالحة الكبير" فعلا كانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولازالت –بفضل الله تعالى- واحة أمان واطمئنان للجزائريين، والبيت المشترك الذي يحتضن جميع الجزائريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية شريطة ألا تنعكس تلك الاختلافات والتباينات داخل بيت الجمعية، وتعرقل نشاطها الهادف إلى حراسة القيم الإسلامية وتدعيم مقومات الوحدة الوطنية والدفاع عن الانتماء الحضاري للجزائر. فجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانت منذ تأسيسها هيئة شعبية جامعة ولم تكن ملكية شخص، ولا جمعية حزب أو مذهب أو طائفة أو جهة معنية، ولذلك كانت من أوائل المنظمات غير الحكومية التي باركت سياسة المصالحة الوطنية، وعملت، وما زالت تعمل، بكل طاقتها لدعم هذه السياسة وإنجاحها. وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين تعمل دائما في إطار شعارها التاريخي الأصيل "الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا". * من القضايا المثارة في الساحة السياسية قضية التنصير.. فهل الظاهرة مخيفة ومقلقة ، أم مجرد تهويل إعلامي؟ ** قضية التنصير هي أكبر خطر يتهدد الوحدة الوطنية والدينية للشعب الجزائري، إن حجم ردود الأفعال التي أثارها إصدار الدولة الجزائرية لقانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، ودخوله حيز التطبيق في بداية سنة 2007، يكشف طبيعة الأهداف المرسومة لحركة التنصير في الجزائر، ويفضح الجهات المحركة والداعمة لهذه الحركة التخريبية. لقد طالب الفاتيكان، باعتباره مركز القيادة الدينية للعالم الإسلامي الكاثوليكي، وطالبت دولة بلجيكا -باعتبارها حاضنة لمقر الاتحاد الأوربي- الجزائر بإلغاء هذا القانون، أي قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، وتنقلت وفود المسيحيين الإنجيليين من الجزائر ومن خارج الجزائر إلى مقر الكونغرس ،ووزارة الخارجية الأمريكية لمطالبة إدارة الولاياتالمتحدة بالضغط على الجزائر لإلغاء قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين، لماذا يطالبون بإلغاء هذا القانون؟ لأنه ببساطة يعرقل مخططاتهم، ويتصدى إلى جهودهم المتواصلة لنشر الردة والانحراف عن الملة الإسلامية السمحة في أوساط الجزائريين، فهذا القانون لا يمنع غير المسلمين (من نصارى أو يهود أو ملل أخرى) –كما يشاع- من ممارسة شعائر دينهم بصفة علنية ومنظمة وداخل أماكن عبادة معروفة ومرخص بها قانونيا، ولا يمنع حرية العقيدة التي يضمنها الدستور الجزائري، ولكنه يمنع ويعاقب كل من يستعمل وسائل الإغراء المختلفة (أموال... تأشيرات لزيارة دول أوربية... إلخ) لدفع المسلمين إلى تغيير دينهم واعتناق دين جديد، وهنا مربط الفرس، كما يقال، لأن المنصرين كانوا يعتمدون على إغراء الشباب العاطل عن العمل، وغير المطلع على حقيقة الدين الإسلامي لاعتناق المسيحية مقابل مبالغ مالية بالعملات الصعبة وتسهيلات كبيرة للحصول على تأشيرات التنقل إلى الخارج وحتى الزواج بفتيات يعملن لاصطياد الشباب الغافل. وعندما قررت الدولة الجزائرية وضع حد قانوني للدعوات الهدامة، والحملات العدوانية التنصيرية السرية، ثارت حملة صليبية في أوربا وحتى على صفحات بعض الجرائد الجزائرية ذات التوجه الفرانكفوني التغريبي اللائكي، للقدح في هذا القانون والمطالبة بإلغائه لأنه يتعارض -في زعمهم - مع حرية العقيدة وحقوق الإنسان، وقد سبق لي أن شبهت هذه الوضعية بحالة ذلك الذي يقول لك: اسمح لي أن أظلمك وأغزوك في عقر دارك، وأعتدي على حرمات دينك ومقدسات شعبك، وإذا منعتني فأنت تظلمني وتعارض الحرية وتقف ضد حقوق الإنسان!. ومع ذلك فأنا واثق من أن الشعب الجزائري الذي صمد في وجه محاولات المسخ الديني و الثقافي واللغوي التي قام بها الاستعمار الفرنسي طوال 132 سنة (1830 -1962) قادر -بإذن الله تعالى- على أن يصمد في وجه التنصير وحرب الأفكار والديانات التي تشنها قوى الاستكبار العالمي ضد العالم الإسلامي، والحكمة تقتضي منا اليقظة الدائمة واستعمال حقنا الديني والقانوني لحماية شعبنا وأمتنا دون تهويل ودون تهوين من خطر الظاهرة. * ولماذا التركيز على منطقة القبائل بالرغم من أنها معروفة بمدارسها القرآنية وزواياها؟. ** ظاهرة التنصير لا تقتصر على منطقة معينة فهي تستهدف العالم الإسلامي بكامله، وليس الجزائر وحدها، أو الاقتصار على منطقة من مناطق ترابها الوطني، إن التنصير هو من أولويات النشاط الكنسي كما صرح بذلك بابا الفاتكان الحالي بنيديكت السادس عشر، والإدارة الأمريكية الحالية ذات النزعة الإيديولوجية الإمبريالية والتوجه المسيحي الإنجيلي الصهيوني تستخدم التنصير لأغراض سياسية واضحة. ولكن الملاحظ حقيقة أن تركيز المنصرين في الجزائر يتم على منطقة القبائل، ويكفي إلقاء نظرة على عدد الكنائس المقامة في هذه المنطقة لإدراك هذه الحقيقة، والسبب يرجع إلى الأوضاع المتفجرة التي أعقبت الأحداث التي عاشتها هذه المنطقة بعد مقتل أحد شبابها على يد دركي جزائري، وما تبع ذلك من غضب شعبي عارم، وانسحاب قوات الشرطة والدرك من المنطقة، مما أدى إلى اختلال الوضع الأمني وسهل للمصطادين في المياه العكرة تعميق الأزمة وتغذية مشاعر العداء تجاه الدولة ورموزها المختلفة، سواء الدينية منها أو الثقافية أو الأمنية... ! ولكن استرجاع الهدوء، وعودة الروح والنشاط إلى المدارس القرآنية، والزوايا المنتشرة في المنطقة، وخصوصا الزوايا التي تخلو من البدع والضلالات وتعمل على تعليم القرآن ونشر الأخلاق الفاضلة وهو الكفيل بمواجهة ظاهرة التنصير والقضاء عليها، وقد بدأ الكثير ممن غرر بهم المنصرون في تلك المنطقة بوسائل إغراء مختلفة يتوبون إلى رشدهم ويعودون إلى دين آبائهم وأجدادهم، ويشرحون تجاربهم مع ضلالات التنصير في الصحافة الوطنية لكي يعتبر بها إخوانهم من الشباب المسلم، فلا يقعون في مصيدة الشيطان والردة، والانحراف عن الصراط المستقيم. * كيف تتعاملون مع آفة المخدرات، والهجرة السرية للشباب الجزائري عبر قوارب الموت؟ وهل ترجعون ذلك إلى نقص الوازع الديني؟. ** آفة المخدرات وظاهرة الهجرة السرية للشباب الجزائري في قوارب الموت والتي تسمى جزائريا ظاهرة "الحراقة" هي للأسف من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة في بعض أوساط الشباب في صورة مقلقة، ونحن نتعامل معها بما أوتينا من وسائل الشجب والاستنكار، ولكن أسلوب التوجيه والنصح، والتحذير من خلال كتاباتنا في وسائل الإعلام، وخصوصا في جريدتنا "البصائر" لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وفي دروسنا المسجدية في العديد من المساجد الجزائرية، وبمساهماتنا في الندوات المختلفة، وأيضا بتوجيه العاملين في جمعية العلماء والمتعاطفين معها من أساتذة وأئمة، ومربيين، وقادة كشافين، لتبصير شبابنا بالمخاطر والمفاسد الكبيرة المترتبة عن تعاطي المخدرات، أو المغامرة بالحياة هروبا من الوطن. لا شك أن نقص الوازع الديني هو أحد الأسباب، بل أكبر الأسباب الكامنة وراء انتشار هذه الآفات، لأن تعاطي المخدرات هو من المحرمات، كما أن الإقدام على الانتحار هو محرم شرعا، أما المغامرة قصد تحسين الأوضاع الاقتصادية فإنها مشكلة اجتماعية بالأساس، وهذه أمور يجب على الدولة، على أولي الأمر في المجتمع أن يستفرغوا الجهد اللازم لإيجاد الحلول المناسبة لها. * أنتم جمعية مستقلة كثيرا ما تكون سباقة إلى إثارة بعض القضايا التي تزعج جهات رسمية معنية.. من أين تستمدون قوتكم للحفاظ على خطكم المستقل؟. **نحن نستمد قوتنا للحفاظ على خطنا المستقل، أولا وأخيرا من الله سبحانه وتعالى، ومن ثقتنا فيه عز وجل، بأنه يمدنا بعونه وتوفيقه للقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بعد ذلك نحن مقتنعون بأن مواقفنا وآراءنا المعلنة لا تستهدف الإساءة إلى الأشخاص أو المنظمات، سواء الرسمية أو الشعبية، ولكنها تنطلق من حرصنا على نقد السلبيات وتدعيم الإيجابيات لخدمة الإسلام والمسلمين في الجزائر وخارج الجزائر، وحتى عندما ينزعج البعض من مواقفنا، فإنهم يكتشفون أن حب الخير لنا ولهم هو الذي يحركنا بإذن الله تعالى. * كتابات صحفية مسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) أثارت تحركا واسعا في العالم الإسلامي.. كيف تقيمون رد الفعل؟ ** شاركنا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الرد على تلك الحملة الدنيئة الحقيرة الملعونة التي قادتها صحف حاقدة على الإسلام، وعلى نبي الإسلام سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، خير خلق الله أجمعين، وقد كتبنا في الصحافة، وخطبنا، ودرسنا في المساجد لإظهار شناعة وخطورة الإقدام على الإساءة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالقول، أو الكتابة، أو الرسم، أو بهم جميعا، وطلبنا من الحكام المسلمين أن يستخدموا ما في وسعهم من سلاح المقاطعة الاقتصادية، والدبلوماسية، والإعلامية للدول التي تشجع أو تأوي، أو تتواطؤ مع تلك الصحف المثيرة للفتنة والمروجة للفكر العنصري. كما طالبنا أن تتقدم الدول الإسلامية بطلب موحد إلى هيئة الأممالمتحدة لإصدار قانون يجرم ويعاقب من يتجرؤون على الإساءة إلى الأديان، والرسل، والمقدسات، حفاظا على التعايش السلمي بين البشر. ونحن نقول بأن رد الفعل الشعبي أو الجماهيري على تلك الإساءات كان مرضيا، وصادقا، وعفويا، أم رد الفعل الرسمي من قبل الأنظمة والحكام العرب والمسلمين، فإنه مازال بعيدا عن مستوى التحدي، وحجم الإساءة. * وهل وظف المسلمون كافة قدراتهم وإمكانياتهم في إطار الحوار مع الآخر؟ **على المسلمين –في رأيينا- أن يتحاوروا أولا فيما بينهم،قبل أن يتحاوروا مع الآخر، و أن يوحدوا صفوفهم، لأن وحدتهم هي التي ستمنحهم القوة لتحقيق العزة التي ضمنها الله تبارك وتعالى للمؤمنين في مثل قول الله عز وجل في الآية 08 من سورة (المنافقون) {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} و حتى تتم محاورة الآخر من موقف الند للند، ونكون الطرف الذي يحسب له حساب في عملية الحوار. وألاحظ في هذا الصدد أننا كمسلمين وعرب ليس علينا ما نتنازل عنه، فنحن الذين نتعرض للظلم والعدوان في مقدساتنا، وأراضينا، وأعراضنا، ونحن نحترم عقائد أهل الكتاب، ولكن هم الذين يرفضون الاعتراف بكتابنا (القرآن الكريم) وبنبينا (محمد صلى الله عليه وسلم) وبحقيقة ديننا (الإسلام). * الآخر هو اليوم، يزحف علينا بمفاهيم العولمة، حيث تستباح القيم، وترفض مبادئ السيادة الحدودية.. فكيف السبيل إلى مواجهة ذلك؟. ** نعم، إن الغرب الحضاري، رغم شعاراته المرفوعة من مثل تحالف الحضارات، وحق تنوع الثقافات، وحقوق الإنسان، إلا أنه يعتبر نفسه هو مركز الوجود، وسيد الحضارة، وقدوة التقدم والرقي، وأن قيمه وثقافته صالحة للجميع. ومن هنا صعوبة الحوار، حتى لا أقول عدم نجاعة الحوار مع الغرب أو مع العالم المسيحي بشكل خاص، فالعولمة ليست مجرد نزوع اقتصادي، وطفرة كبيرة في حركة رؤوس أموال، ونفوذ سياسي عابر للحدود والقارات، لكنها زحف ثقافي، وتنميط حضاري معارض لمفهوم التعددية الثقافية، وتنوع الخصوصيات الحضارية، والسبيل الأنجع لمواجهة ذلك هو التمسك بديننا أولا، ثم تطوير إنتاجنا العلمي، والأدبي، والفني، وتشجيع المبدعين، والمخترعين في كل المجالات، ورفع النسب المخصصة في ميزانيات النشاطات والأبحاث العلمية، والثقافية في العالم العربي، والإسلامي، وتبصير المسلمين بضرورة الاهتمام بالاجتهاد والعمل على التقريب بين مذاهبهم، وتقوية روابط شعوبهم، وتسهيل عمليات التبادل الثقافي، والفني فيما بينهم، وهي مرحلة ضرورية لتنسيق الموقف الإيجابي من العولمة، وتعميق القناعة بوحدة مصير الأمة الإسلامية،التي توجد الآن في مفترق طرق حضاري، يضعها أمام تحدي نتيجته: إما البقاء بقيمها ودينها، وثقافتها الراسخة في القدم، وإما الذوبان في ثقافة الغرب، والتلاشي أما موجات غزوه الفكري والحضاري، فالمصير مشترك، والتحدي مشترك أيضا! ولكن إيماننا بقدرة أمتنا على اجتياز هذا الامتحان الصعب والخروج بسلام من هذا المأزق الحضاري ينبع من كونها أمة رسالة خالدة، ارتبطت لغتها بكتابها المحفوظ الذي يمثل آخر رسالات السماء إلى أهل الأرض، مصداقا لقول الله تبارك وتعالى في الآية 09 من سورة الحجر من القرآن الكريم{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. * وماذا عن تواصلكم مع الأشقاء في عمان؟ ** أنا من المعجبين بالمسيرة التنموية والخصوصية الديمقراطية لسلطنة عمان الشقيقة، بقيادة جلالة السلطان المعظم قابوس –حفظه الله- وقد كانت لي ذكريات غالية في سلطنة عمان، ومن قادتها وعلمائها الأجلاء، وشعبها الكريم، عندما زرتها بمناسبة دعوة كريمة للمشاركة في حفل تدشين جامع السلطان قابوس الأكبر في سنة 2001. ونسأل الله تعالى لسلطنة عمان، وللعالم العربي والإسلامي قاطبة، مواصلة المسيرة الحضارية في كنف القيم العربية الإسلامية الخالدة، والتعايش الحضاري السلمي بين مختلف الشعوب والأمم و الدول.