كشف أمس رسميا وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد عن النتائج النهائية لامتحان البكالوريا، وقدرها بنسبة 55.04 % بالنسبة لتلاميذ الإصلاح التربوي الجديد، 50.22% لتلاميذ النظام القديم، وبدمج النسبتين في بعضهما البعض تصبح النسبة الوطنية العامة للنظامين 53.19 %، وقال الوزير أن هذه النسبة هي أعلى نسبة تسجل منذ الاستقلال. وقال الوزير بن بوزيد أن نتائج بكالوريا هذه السنة حققت تطورا كميا غير مسبوق، وتحسنا نوعيا معتبرا، حيث مثلما قال تميزت هذه السنة بحصول ثلاثة مترشحين على تقدير ممتاز بمعدل يفوق 18 على 20 ، ويحدث هذا لأول مرة في تاريخ البكالوريا الجزائرية، كما ارتفع عدد الحاصلين على تقدير جيد جدا من 236 في دورة جوان 2007 إلى 1106 في دورة جوان 2008، كما بلغ عدد الحاصلين على البكالوريا بتقدير قريب من الجيد، جيد، جيد جدا وممتاز 53174، أي بنسبة 36.68 % من مجموع الحاضرين. وأوضح بن بوزيد أن نتائج بكالوريا النظام الجديد تؤكد التفوق العددي للبنات، سواء على مستوى المسجلين أو الناجحين، وحتى الحاصلين على تقدير، حيث بلغت نسبة نجاحهن 67.35 % من مجموع الناجحين. وفيما يخص توزيع المترشحين بين النظامين القديم والجديد قال الوزير أن للنظام الأول 165215 مترشحا، فيما يبقى للنظام الجديد 263910، ونتائجهم حسب الوزير تتوزع كالتالي: 55.04 % للنظام الجديد، و50.22% للنظام القديم، وبدمج النسبتين في بعضهما البعض تصبح النسبة الوطنية العامة 53.19 %، وكان نصيب المترشحين الأحرار نسبة 22.84 % ، فيما كان نصيب المؤسسات الخاصة 38.04 %. وقال الوزير أن هدف الوزارة من هنا إلى حوالي خمس أو ست سنوات هو تحقيق نسبة نجاح قدرها 75%، وأن تلاميذ الإصلاح الحقيقيين هم التلاميذ الذين سينهون دراستهم في السنة الثالثة ثانوي سنة 2015، أي بعد مضي 12 سنة عن بداية تطبيق الإصلاح. ولقد ارجع الوزير النتائج المحققة في بكالوريا هذه السنة إلى جملة من العوامل، منها التوفيق في تغيير الذهنيات، حيث مثلما قال، أصبح المسؤول يحاسب نفسه، والأولياء يهتمون بأبنائهم والتلاميذ يعملون أكثر، بعد أن تخلينا عن الإنقاذ ونظام الكوطات، ثم التسيير العقلاني للمؤسسات التربوية، تخفيف المناهج والبرامج، التكوين المتواصل للأساتذة الذين أصبح يشترط فيهم أن يكونوا حاملين لشهادة الليسانس، ومثلما هو معلوم فقد شرعت الوزارة في عملية تكوين واسعة وهي الآن متواصلة. وفي هذا السياق قال الوزير أن وزارته سوف تفتح هذه السنة 26 ألف منصب شغل، وقد وصف هذا الأمر بالحدث التاريخي في حياة المنظومة التربوية، وسوف توزع هذه المناصب عن طريق المسابقات الوطنية. وقال بن بوزيد من جهة أخرى أن النتائج الجيدة المحققة في الإصلاح هذه السنة ما هي إلا بداية ومدخلا، المشوار مازال طويلا وعلى المسؤولين والتلاميذ بالعمل أكثر فأكثر، موضحا "العمل ثم العمل ثم العمل، ولا شيء يتحقق إلا بالعمل". وفي سياق الجهود التي ألح الوزير بن بوزيد على مواصلة بذلها، أعلن من الآن عن عزم الوزارة ومديريات التربية على تنظيم ندوات ولائية وجهوية، مؤكدا أنه لا يمكن لأية مؤسسة تربوية أن تنطلق السنة الدراسية المقبلة دون أن يكون لها مشروع مؤسسة، وسوف ترسل الوزارة النتائج المسجلة للامتحانات للمؤسسات التربوية وتعلق بها ليطلع الجميع على ما بها، وكل مؤسسة تقيم نفسها وتجتهد أكثر في تحقيق نتائج أفضل مما هي مسجلة. وتحدث الوزير عن النتائج المحققة على مستوى الولايات، وعلى مستوى المؤسسات، حيث أكد هو نفسه والأستاذ صالحي مدير الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات في التدخل الذي قدمه لمديري التربية، حيث أكدا أن هناك ثانويات حققت نتائج معتبرة جدا، وفي مقدمتها ثانوية سيدي محمد بن علي في غليزان التي تحصلت على نسبة 100 %، وثانويات أخرى في كل من تيزي وزو التي حازت على المرتبة الأولى وطنيا بنسبة 74.74 % ومعسكر التي افتكت المرتبة الثانية ب 83.73 %، ثم قالمة التي حازت على المرتبة الثالثة ب 70.70 %، وقسنطينة التي أشاد الوزير بالنتائج الجيدة التي حققتها على مدى ثماني سنوات متواصلة، ومن بين ثانوياتها التي حققت نتائج جيدة ثانوية الحرية.