قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن عدد قتلى »جمعة النصر لشامنا ويمننا« بسوريا وصل إلى 32 قتيلا، في وقت قال فيه ضابط رفيع منشق عن الجيش السوري أول أمس الجمعة إن أكثر من عشرة آلاف جندي انشقوا عن الجيش وإنهم يهاجمون الشرطة التي تجبر الناس على الولاء للرئيس بشار الأسد. وحسب نشطاء سوريين فإن 11 شخصا قتلوا في قرية كفرزيتا بريف حماة وحدها، أثناء اشتباكات بين الجيش والأمن من جهة وعناصر منشقة عن الجيش من جهة أخرى، وذكر النشطاء أن خمسة منهم مدنيون. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ثلاثة مدنيين قتلوا »بنيران مجموعات إرهابية مسلحة« في حماة. وقتل سبعة مدنيين بعد صلاة الجمعة في مظاهرات وعمليات اقتحام بمحافظة حمص. وخرجت مظاهرات حاشدة في درعا ودير الزور والقامشلي وعدد من أحياء دمشق، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بحظر الطيران وهتفوا للرستن ومدن سوريا المحاصرة ونادوا بإسقاط النظام. وفي مدينة معرة النعمان في إدلب (شمال غرب) التي تحاصرها قوات الأمن السورية تظاهر ثلاثة آلاف شخص إثر صلاة الجمعة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما تظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص في شوارع تدمر (وسط) وفي مدينة جبلة الساحلية وكذلك في الزبداني على بعد 40 كلم شمال دمشق. وفي مظاهرة مشتركة بين سكان حيي المزة وكفر سوسةبدمشق طالب المتظاهرون بنصرة المدن السورية التي تتعرض للعنف من قبل النظام. وقال ناشطون إن عشرات من الدبابات اقتحمت مدينة الرستن، وتواصلت الاشتباكات هناك بين قوات الأمن وعناصر منشقة عن الجيش. وفي تلبيسة أفاد ناشطون أن دوي انفجارات وإطلاق نار سمع في أرجاء المدينة مع أنباء انشقاق عن الجيش. ومن جهة أخرى قال العقيد المنشق عن الجيش السوري رياض الأسعد إن الجنود المنشقين يشنون هجمات باستخدام نمط حرب العصابات تركز على المخابرات الحربية ومخابرات القوات الجوية وهي الشرطة السرية داخل صفوف الجيش التي تعمل على ضمان عدم حدوث تمرد في الجيش الذي شارك في بعض من أكبر الهجمات على المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وقال الأسعد عبر الهاتف من مكان لم يعلن عنه على الحدود بين سوريا وتركيا إن هذه الشرطة السرية لها دور كبير خلف خطوط الجيش وفي نقاط التفتيش على الطرق حيث تطلق النار على الجنود الذين يعصون الأوامر. وأضاف أن عمليات المنشقين تحسنت بشكل واضح في الأسبوع الماضي، وقال إن قتالا وقع أيضا مع قوات الجيش لكن المنشقين يحاولون عدم الاشتباك مع الجيش للمساعدة في حشد التأييد لقضيتهم. وقال الأسعد إن نحو 70 من القوات المنشقة والمدنيين قتلوا في الهجوم على الرستن منذ يوم الثلاثاء الماضي مقدرا الخسائر بين القوات المهاجمة بالمئات. وما زال الجيش والأجهزة الأمنية تحت السيطرة شبه الكاملة للأسد، لكن المنشقين عن الجيش وأغلبهم يقول إنه انشق لرفضه إطلاق النار على المحتجين شكلوا وحدة متمردة باسم الجيش السوري الحر تحت قيادة الأسعد وهو ضابط بالقوات الجوية عمره 50 عاما من إدلب قرب الحدود مع تركيا. وقال الأسعد إن معنويات الجيش السوري منخفضة وإن الانشقاقات تتزايد في أنحاء سوريا لكن جنودا كثيرين لا يتركون الجيش خوفا من أن يقتلهم النظام أو يقتل عائلاتهم. وأوضح أن هدف الجيش السوري الحر هو حماية المظاهرات السلمية وإسقاط النظام وقال إن أكثر من عشرة آلاف جندي انشقوا عن الجيش. وأحجم الأسعد عن تقدير المدة التي يمكن أن يظل الأسد متمسكا فيها بالسلطة لكنه قال إن التأييد الدولي للمنشقين ولو في السر في الوقت الحالي سيساعد في إسقاط النظام بسرعة كبيرة.