يعيش قطاع التربية الوطنية هذه الأيام صراعا بين بعض نقابات القطاع حول فئة الأسلاك المُشتركة والعمال المهنيين وينحصر هذا الصراع أساسا بين النقابة الوطنية لعمال التربية "أس أن تي أو" والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إينباف وهما نقابتان مستقلتان وكذا النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، علما أن الهدف من هذا الصراع هو رغبة هذه النقابات في تقوية نفسها عبر استغلال العدد المعتبر من العمال التابعين للأسلاك المُشتركة. يتضح هذا الصراع جليا من خلال التصريحات والتصريحات المُضادة التي جاءت عشية الإضراب الذي شنته النقابة الوطنية للأسلاك المُشتركة والعمال المهنيين التي يرأسها علي بحاري والتي كانت في السابق عبارة عن لجنة وطنية تابعة للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إينباف يومي 26 و27 سبتمبر الماضي، ما جعل تنسيقية الأسلاك المُشتركة والعمال المهنيين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمال التربية أس أن تي أو تُروج لعدم الدخول في هذا الإضراب بحجة أن النقابة التي أعلنت عن الحركة الاحتجاجية لا تُمثل هذا الفئة وهو نفس الشيء الذي لجأت إليه النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين التي بدلت جُهدا كبيرا في تجنيد هذه الفئة خلال إضرابها الذي شنته أيام 4، 5 و6 أكتوبر الجاري دون أن تُحقق النجاح الذي توقعته. ومن بين غسيل هذا الصراع لجوء نقابة الأسلاك المُشتركة المنتمية تاريخيا إلى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إلى إصدار بيان انتقدت فيه من أسمتهم »الذين يريدون تنصيب أنفسهم وكلاء على هذه الفئة« موضحة أنها »أولى بهم« وجاء في البيان "نحن أصحاب المبادرة الشرعية والحقيقية فقد كنا لجنة وطنية وبعدها تنسيقية وطنية ثم نقابة وطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية التي تضم الأعوان والمعاونون التقنيون للمخابر، الوثائقيين وعمال المكتبات، الكتاب والكتاب الرئيسيين، أصحاب الإعلام الآلي وكذا العمال المهنيين صنف1، 2 و3 وأعوان الوقاية والأمن وذلك منذ سنة 2002. وبعد تأكيدها بأنها مستقلة عن أي تنظيم، استنكرت هذه النقابة ما أسمته "الأبواق المأجورة التي تريد أن تبيع شرف الأعوان والمعاونون التقنيون للمخابر بأسماء مستعارة لتنظيمات نقابية طالما همشتهم في حياتهم المادية، المهنية، الاجتماعية والمعنوية"، وكتصريحات مُعاكسة، أكد لنا أحد النقابيين النشطين في النقابة الوطنية لعمال التربية التابعة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن النقابة المذكورة لا تُمثل تماما هذه الفئة وهو ما اتضح جليا من خلال الإضراب الذي شنته مؤخرا هذه النقابة والذي لم يلق تجاوبا من القواعد.