دعا عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أمس، إلى بناء شراكة فعالة بين بلدان المنطقة والشركاء غير الإقليميين لمواجهة خطر الإرهاب في منطقة الساحل، معتبرا أن الأمر يتعلق بالعلاقة الوثيقة بين الأمن والتنمية من جهة وبين تحمل بلدان المنطقة مسؤولية أمنها الفردي والجماعي من جهة أخرى. انطلقت، أمس بقصر الأممبالجزائر العاصمة، أشغال الاجتماع الأول لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالساحل التي تم إقرارها في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب، ويشارك في هذه الأشغال التي تجري برئاسة الجزائر وكندا 160 مشاركا مثلوا 30 دولة من الدول الأعضاء في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب ودول منطقة الساحل إلى جانب منظمات إقليمية ودولية. وخلال الجلسة الأولى، قدم كل من عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، وكذا صابين نولكي المديرة العامة للبرامج بوزارة الخارجية الكندية والقائمة على رئاسة الاجتماع كلمة افتتاحية، وقد أكد مساهل خلال كلمته التي قرأها نيابة عنه رئيس الديوان عبد العزيز سبع أن اجتماع فريق العمل حول الساحل بالجزائر يدل على الوعي بالأخطار التي تحذق بمنطقتنا والمتمثلة في الخطر الإرهابي والجريمة. المنظمة العابرة للأوطان والفقر، وعليه دعا مساهل إلى شراكة فعالة بين بلدان المنطقة والشركاء غير الإقليميين للخروج بمجموعة من المبادئ التي تنظم وتسير هذه الشراكة، ذلك أن الأمر يتعلق بالارتباط الوثيق بين الأمن والتنمية والتكامل بين مختلف الاستراتيجيات والتصورات بالنسبة للساحل وكذا ضرورة تحمل بلدان المنطقة المسؤولية الأولى في الأمن الفردي والجماعي لبلدانهم، كما يتعلق أيضا بالاتفاق حول محتوى الشراكة التي يجب أن تقوم على حاجيات بلدان المنطقة مثلما حددتها هذه الأخيرة خاصة تشكيل وتعزيز القدرات وتوفير الوسائل والتجهيزات الخاصة وتبادل المعلومات. وبعد أن ذكر بأن الجزائر دعمت المبادرة الأمريكية لإنشاء هذا المنتدى، أضاف مساهل أن مكافحة الإرهاب لن تكون كاملة وفعالة، إلا إذا تم الوصول إلى الدعائم التي يعتمد عليها ويتغذى منها، مشيرا إلى أنه لا يجب علينا أن نتجاهل أن الفقر يشكل أيضا تهديدا لانسجام الشعوب التي ما فتئت تغذي قيم التسامح والسلم، أما فيما يتعلق بأشغال الاجتماع، فقد أوضح مساهل أن هذا الأخير سيشكل لبنة إضافية في إقامة تعاون مثمر من أجل جعل العالم في منأى عن التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة وتوفير ظروف تنمية مستدامة لصالح منطقتنا. من جهتها، أكدت صابين نولكي أن دول منطقة الساحل هي التي تتحمل ضربات الإرهاب اقتصاديا واجتماعيا وامنيا، وأن المجتمع الدولي مدرك لوجود إرادة داخل هذه الدول من أجل مواجهة هذه التحديات، وهذا من خلال تعزيز قدراتها في محاربته. وأضافت المتحدثة أنه يجب على الدول الأعضاء أن تكون لهم مقاربة إقليمية لمكافحة الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي مساعدتهم على ذبك على اعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية، أما ميكين مصطفى كمال الذي كان يمثل تركيا فقد أوضح أن مكافحة الإرهاب في حاجة إلى توحيد الجهود، وأن الاجتماع الذي ترأسه الجزائر وكندا من شأنه أن يساعد على وضع الاستراتيجيات الضرورية لذلك. وتسعى مجموعة العمل على مدى يومين إلى تحفيز التوصل إلى تنسيق أحسن للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب في خمس مجالات تتمثل في الأمن الحدودي والتعاون بين مصالح الشرطة ومكافحة تمويل الإرهاب والتعاون وتعزيز النظامين القانوني والقضائي وكذا التزامات المجموعات.