خرج، أمس، المئات من سكان حي الحاسي وكوشة الجير الفوضويين، في احتجاجات عارمة إلى الشارع، بعد أن داهمت الفيضانات سكناتهم الهشّة وباتوا في العراء ليلة البارحة، بينما أحدثت الأمطار التي تساقطت بغزارة طيلة 48 ساعة الأخيرة، حالة رعب لدى مختلف الأحياء العتيقة والتي تفتقد إلى التهيئة وتسبّبت في قطع الطرقات على مستوى 80 نقطة وتعثّر حركة السير، فيما غمرت المياه والأتربة مستشفى مرضى السرطان بمسرغين، وسجّلت مصالح الحماية المدنية أكثر من 30 تدخّلا. احتجّ سكّان المجمّعات الفوضوية بالحاسي وكوشة الجير، بقطع الطريق الرئيسي المجاور للحيّ والمؤدّي إلى المسمكة، وتجمّعت المئات من العائلات التي قضت ليلة البارحة في العراء، على مستوى حيّ الكميل الشعبي، أين تدخّلت مصالح الأمن وحاولت تفرقة المتظاهرين، وكان سبب الاحتجاجات الأمطار التي تهاطلت لأوّل مرّة بما يقدّر ب 100 ملم خلال الساعات الأخيرة، ما أدّى إلى فيضان الوادي المارّ بجوار الحيّ وغمرت مياه الوادي العديد من السكنات، التي نجا قاطنوها بأعجوبة فيما تعرّض أثاثهم للإتلاف، ومنعهم هذا الظرف من العودة إلى مساكنهم مخافة الغرق بمياه الوادي التي سحبت في مجراها سيّارة وجرّارا، ملكان لأهالي المنطقة، وقد خلق ذلك حالة رعب واسعة لدى جميع السكّان الذين هرعوا إلى الخارج، وقضوا الليلة هناك، ليقوموا صباحا بالاحتجاج على هذه الظروف المأساوية التي تتكرّر كلّما تساقطت الأمطار، مطالبين بتدخّل الوالي لترحيلهم نحو سكنات لائقة في أقرب الآجال، كما منعت الأمطار الغزيرة، التحاق العمّال والموظّفين بمناصب عملهم والتلاميذ بمقاعد الدراسة، جرّاء انقطاع الطرقات وتضرّر المؤسّسات التربوية، وهو الشأن ذاته على مستوى أحياء أخرى، مثل حيّ البركي الذي غمرته المياه من كلّ جانب، وقطعت عنهم الطرقات بسبب تجمّع الأوحال والبرك جرّاء انعدام التهيئة على مستوى هذا الحيّ الذي لطالما طالب سكّانه، التدخّل من السلطات للكشف عن عيوب الإنجاز على مستوى مشاريع قنوات الصرف التي أنجزت حديثا. كما تمّ تسجيل انسداد على مستوى البالوعات بمختلف الشوارع والطرقات ما أدّى إلى فيضانات غمرت كلّ الأماكن وتسبّبت في انسداد مروري، أمّا حيّ البركي وأحياء السانيا وسيدي البشير فقد شهدت هي الأخرى انفجار البالوعات وشبكات الصرف التي غمرتها الأتربة. وغمرت مياه الأمطار والأتربة مستشفى مرضى السرطان بمسرغين، بسبب إنحدارها من الجبال والوديان المجاورة بحيّ بوعمامة، ونتج عن ذلك غلق الباب الرئيسي للمستشفى ما انجّر عنه عدم تمكّن الأطباء والعمّال والمرضى من الالتحاق بالمستشفى، وتمّ اللجوء إلى هدم جزء معتبر من أحد الجدران لتسهيل خروج المياه. وأكّدت مصادر طبية أنّ المرضى المتواجدين بالمستشفى بخير، مع الإشارة إلى أنّ السيناريو يتكرّر كلّ سنة وطالب المسؤولون من القطاع الحضري بوعمامة بانشاء حواجز وأرصفة تمنع وصول المياه إلى المستشفى، كما انهارت جدران مدرسة ابتدائية ببلدية مرسى الكبير ليلا ومن حسن الحظّ أنّ التلاميذ لم يكونوا داخلها وتمّ تسجيل أضرار ماديّة على مستوى عدّة مؤسّسات تربوية وكذا أحياء بالكورنيش. أمّا مصالح الحماية المدنية فقد سجّلت 35 تدخّلا البارحة فقط من دون تسجيل ضحايا، من بينها تدخّل على مستوى الطريق الولائي رقم 13 الرابط ما بين أرزيو وتليلات الذي ظلّ مغلوقا إلى غاية نهار أمس، بينما تمّ فتح الطريق الوطني رقم 2 ورقم 11 على مستوى بئر الجير، واستنفرت ذات المصالح فرقها للدخّل على مستوى مجمّعات سكنية غمرتها المياه مثل وادي عين البيضاء وحيّ قارة بالسانيا وبوفاطيس وبوياقور بسيدي البشير والبركي، الصديقية، سيدي الشحمي، الدارالبيضاء وغيرها وكذا على مستوى الأحياء الهشّة مثل الحمري وسانتوجان وسيدي الهواري التي سجّلت انهيارات جزئية على مستوى البنايات الآيلة للسقوط التي بات قاطنوها في العراء، إضافة إلى حادثي مرور بطريق قديل خلّفا جرحى.