خلّفت الأمطار التي تساقطت منذ ليلة أمس، بوهران، حالة استنفار على مستوى مختلف الأحياء والبلديات بسبب انقطاع الطرقات وتسرّب الفيضانات إلى داخل المساكن، إضافة إلى تسجيل عدّة حوادث مرور متفاوتة الخطورة، وكشفت هذه الأمطار عيوب الإنجاز على مستوى عدّة مشاريع تمّ إنجازها قبل أشهر فقط. غمرت مياه الأمطار التي شهدتها عاصمة الغرب خلال ال 24 ساعة الأخيرة، عدّة مساكن خصوصا البناءات الفوضوية، ودفعت أصحابها إلى الخروج إلى الشارع مخافة هلاكهم مع تسجيل خسائر معتبرة تمثّلت في إتلاف الأثاث، ويتعلّق الأمر بالسكنات المتواجدة بجانبي الوادي بعين البيضاء والسكنات الفوضوية بحسيان الطوال بفلوريس وسيدي البشير، إضافة إلى المجمّعات السكنية بحيّ بوعمامة، كما شهد أحياء ببلدية وهران حالة فيضانات أثارت الهلع لدى المواطنين وجعلتهم يأخذون الحيطة والحذر تحسّبا لأيّ تطوّرات على غرار ما حدث في ولاية البيض قبل أسابيع، واستنجد السكّان بمصالح الحماية المدنية من أجل تسليك البالوعات التي سدّت عن آخرها رغم أنّ بعضا منها تمّ إنجازها مؤخّرا، وكانت أكثر الأحياء تضرّرا حيّ الضاية خصوصا البناية رقم 11 التي غمرت المياه طابقها الأرضي، وكذا حيّ البركي الذي غرق هو الآخر عن آخره وأغلقت جميع الطرقات والمسالك المؤدّية إليه بسبب انتشار الأوحال والبرك، نظرا لعدم تهيئة الطرقات وهو ما أثار انزعاج السكّان الذين احتجّوا بشأن هذه الوضعية التي تتكرّر مآسيها بمجرّد سقوط زخّات المطر، لا سيما وأنّ الحيّ عرف مشاريع إعادة تهيئة قنوات صرف المياه وشبكات التطهير. لكنّ الأمطار المتساقطة منذ ليلة أمس، كشفت العيوب في الإنجاز، وهو الأمر نفسه بأحياء السانيا التي عرفت مشاريع تجديد قنوات الصرف خلال الأشهر الماضية، لكنّها سرعان ما انسدّت وأحدثت الفيضانات ونتج عنها قطع الطرقات وتعطيل حركة المرور، وعلى سبيل المثال أغلق محور الدوران الباهية بعدما غمرته المياه، وسجّلت مصالح الحماية المدنية، عدّة تدخّلات فيما يتعلّق بحوادث المرور خلال ال48 ساعة الأخيرة، حيث تمّ تسجيل عدّة جرحى بسبب انزلاقات على مستوى الطريق الوطني رقم 11 والطريق السريع بسيدي البشير، فيما لم يتّم تسجيل أيّ حوادث انهيارات على مستوى البنايات الهشّة بالأحياء العتيقة، لكنّ كميّة التساقط المعتبرة والتي قدّرتها مصالح الأرصاد الجويةّ بأكثر من 50 ملم، زرعت الرعب في نفوس الساكنة الذين اعتادوا حدوث الانهيارات في حال الاضطرابات الجويّة، مجدّدين دعوتهم للوالي والسلطات المحليّة للتعجيل بترحيلهم نحو سكنات لائقة قبل حدوث كوارث هذا الموسم، نظرا لعدم قابلية البنايات المهدّدة بالانهيار للمقاومة أكثر. ويجدر بالذكر أنّ مديرية الشؤون الدينية دعت قبل أيّام إلى إقامة صلاة الاستسقاء على مستوى مختلف مساجد الولاية نظرا لحالة الجفاف المسجّلة طيلة شهر أكتوبر والتي أخّرت عملية الحرث والبذر، لتتساقط كميّات معتبرة من الأمطار، ما جعل الأئّمة يتراجعون عن صلاة الاستسقاء على مستوى بعض المساجد.