فضحت الأمطار المتساقطة في 24 ساعة الأخيرة، رغم قلتها، حقيقة "البريكولاج" في إنجاز مشاريع التنمية المحلية في عدة مناطق التهمت الملايير وملأت التقارير، كما تسببت في خسائر مادية هامة، وخاصة بالنسبة للفلاحين، بينما سارعت مختلف المصالح إلى التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ورد الأمور إلى طبيعتها. * فقد وقف سكان عين ماضي أمس على حقيقة خسائر الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت المدينة، ولم تعرف مثيلا لها قبل 42 سنة، حيث تسببت في مقتل شاب عمره 38 سنة من بلدية الغيشة، وشردت عشرات العائلات وحولت الشوارع بركا وأوحالا، وانهيار جزء من جسر وادي لمعاذر. * وقد استنفرت مؤسسات الأشغال العمومية والحماية المدنية والجزائرية للمياه واتصالات الجزائر وسونلغاز كامل قواعدها في محاولة لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، من جهتها أسعفت عيادة عين ماضي 14 مصابا بسبب الفيضانات، بينهم رعية من جنسية سودانية، وحتى المحاصيل الزراعية لم تسلم من الفيضانات التي جرفتها متسببة في خسائر كبيرة للفلاحين. * وكانت مياه الأمطار التي وصل منسوبها داخل المنازل التي غمرتها إلى أكثر من متر في بعض الأحياء، قد تسببت في قطع التيار الكهربائي والماء والهاتف، كما غمرت بعض الإسطبلات متسببة من جهة أخرى في نفوق رؤوس المواشي، وحتى جناح السكنات الوظيفية لثانوية عمر التجاني لم يسلم هو الآخر من الأمطار ككل مرة. * وفي البيض تحولت قنوات صرف مياه والصرف الصحي، وفي مدة أقل من ساعة، إلى ما يشبه مسبحا كبيرا، ففي حي "الشروق" قضى أصحاب عدة سكنات ليلة بيضاء جراء تسرب مياه الأمطار، وهو شأن حي واد الفران، وخاصة السكنات الواقعة على حواف واد البيض وحي سيد الحاج بحوص وعديد أحياء بلديتي بريزينة ومنطقة سيد الحاج الدين. أما حي الفدائيين "القرابة" فمازال سكانه يطالبون بإتمام أشغال الترصيف والمجاري المائية التي انطلقت منذ سنة وتوقفت، وتلقى بشأنها قاطنو الحي وعودا من المسؤول الأول بالولاية للقضاء على السكنات الطوبية والهشة. * كما قطعت المياه الطريق الولائي الرابط ما بين بلدية البيض ودائرة بريزينة على مستوى بلدية الغاسول، حيث تعاد أشغال تهيئة جسر سبق وأن انهار جراء فيضانات شهدتها المنطقة العام الفارط، في وقت يحاول الفلاحون المتضررون تتبع أثار ماشيتهم الهلكى والمفقودة، التي وصل عددها إلى 120 رأس، في حين تواصل مصالح الفلاحة عملية تقدير عدد الأشجار المثمرة التي تعرضت للبرد ليلة البارحة. * من جهة أخرى، كشفت الأمطار التي تساقطت على مدينة المسيلة هشاشة البنى ومستوى ونوعية الأشغال، مثل واقع أحياء كاشبيليا القديمة والكوش والجعافرة والعرقوب و209 وحي النسيج بكل جزيئاته، حيث غمرت السيول عشرات البيوت ودفعت بأصحابها إلى الشارع، جراء عدم احترام أشغال قنوات تصريف المياه للمقاييس. * ولم تسلم عملية تهيئة حي 317 / 700 من السيول، إذ رمت السيول بأطنان من الحصى أمام البيوت وأغرقتها بالأوحال، حيث حمّل السكان المقاول المسؤولية، وطالبوا بتدخل والي الولاية لوضع حد لمثل هذه الأشغال، كما تسربت المياه إلى عدد من المؤسسات التربوية كمتوسطة 700 الجديدة وثانوية المقري وغيرهما، ما دفع بالعديد من الأحياء إلى الاحتجاج وقطع الطرقات.