أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن الإصلاحات السياسية التي أقرها رئيس الجمهورية تتوافق وقانون التغيير الذي يحكم التجربة الإنسانية عبر كامل العصور لمواكبة التحولات في شتى المجالات. وأكد الأمين العام للأفلان خلال التجمع الشعبي الذي أشرف عليه أمس بمدينة بسكرة بحضور مناضلي وإطارات الحزب وكذا عدد من أعضاء المكتب السياسي أن »هذه التحولات التي يشهدها العالم تفرض علينا التفاعل معها لأننا نعيش في فضاء لا مجال فيه للاحتكار ولا للإقصاء، لأن هناك فاعلين جددا يتفاعلون مع الحدث في اللحظة نفسها«، ومن هذا المنطلق يقول بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني يضع منظومة أفكاره وتجربته ضمن مسار الواقع الجديد للمجتمع الجزائري والمحيط الدولي، مؤكدا بأن الأفلان كان سباقا إلى التغيير عندما باشر الإصلاحات السياسية وساهم بفعالية في فتح المجال للتعددية السياسية والتكيف مع متطلباتها رغم ما تعرض له من تشويه من خلال المساس بمكتسبات الشعب وتجريم مناضليه في أعين المواطنين من بعض الأحزاب السياسية آنذاك. وفي نفس السباق أكد بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني يستمد قوته السياسية من المبادئ والأهداف المتضمنة في بيان أول نوفمبر 1954 والتي انصهرت فيه كل القوى السياسية إبان ثورة التحرير، مشيرا إلى أن الأفلان الذي قاد ثورة التعمير لم يكن حزبا طبقيا منفصلا عن الجماهير، بل حزبا كان دوما يسعى إلى تأمين الاستمرارية والمساهمة بفعالية في مواجهة التحديات التي تطرحها مسيرة التنمية الوطنية في شتى المجالات، ليؤكد بأن منظومة أفكار حزب جبهة التحرير الوطني ليست متحجرة، بل هي حوصلة لجهد فكري يتطور باستمرار. ومن هذا المنطلق يرى بلخادم بأن حزب جبهة التحرير الوطني يسعى دوما إلى الاقتراب من الجماهير وتبني شؤونها وانشغالاتها لأن الشعب يرى في الأفلان صمام الأمان وهو المؤتمن على قضاياه ومشاكله، ليتحدث عن المصالحة الوطنية التي رفعها رئيس الجمهورية والتي بفضلها تم لم شمل الجزائريين وتوحيد صفوف الشعب وتضميد جراحه. واعتبر بلخادم أن الإصلاحات السياسية ومشاريع قوانينها حي ثمرة نابعة من إرادة سياسية لرئيس الجمهورية واستجابة لمطالب شعبية، فهي ليست استجابة لضغوط أجنبية كما يدعي البعض، مشيرا إلى أن الأفلان باعتباره قوة سياسية أولى في البلاد وكان دوما يحرص على تقديم مقترحات في هذا الشأن من خلال لجانه المعدة لهذا الغرض، فيما كان سباقا في المطالبة بالتعديل الجذري للدستور ليؤكد مرة أخرى »بأننا لا نحتكر الفكر السياسي ولا الوطنية وإنما نحن في خدمة الشعب دون غيره«، ويضيف بلخادم »رغم هذا فقد ألبسونا الكيل من التهم دون تقديم ما يؤكد صحة ادعائهم«. ومن جهة أخرى تحدث الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن السفاح بيجار والذي قال بشأنه بأن الفرنسيين يتطاولون علينا بتكريم عهدة هذا السفاح الذي قام بسفك دماء الجزائريين في العديد من المدن الجزائرية والذي كان من المفترض أن يسجل في سجل العار والخزي لأنه ارتكب جرائم يندى لها الجبين• كما تحدث بلخادم عن قانون الفساد واعتبر بأن حزب جبهة التحرير الوطني من خلال مناضليه يتحدى كل هؤلاء الفاسدين والمفسدين ومحاربة الرشوة والثراء غير المشروع بواسطة النهب والاختلاس، فيما دعا مناضلي الحزب إلى نظافة اليد ومحاربة كل ما يشوه سمعة المناضلين. ومن جانب آخر تحدث بلخادم عن الحراك الشعبي في بعض الدول الشقيقة، حيث أكد الأمين العام للحزب بأننا نؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي اختيار حكامها ونظامها وفي رسم مسارها السياسي، فيما نرفض التدخل الأجنبي في شؤوننا، كما أننا مع الشرعية القائمة في أي نظام• كما تساءل بلخادم عن مواقف الدول الغربية وسياسة الكيل بمكيالين في القضايا الدولية خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة إسرائيل. وفي سياق متصل بالإصلاحات السياسية تحدث بلخادم عن التعديل المرتقب للدستور خلال الفترة التشريعية القادمة، حيث أكد بأن هناك مقترحات للأفلان تتعلق بالسلطة القضائية ومكافحة الفساد ودسترة هيئات الحكومة الراشدة وإعطاء المؤبد من صلاحيات البرلمان، وفي هذا الإطار قال بلخادم "نحن لا نعارض دستورا مطولا إن استوجب ذلك من أجل تفادي التأويلات الدستورية، كما تحدث عن قانون ترقية دور المرأة في المجالس المنتخبة ودور الشباب في النهوض بالوطن•