تكثف مؤسسة ميترو الجزائر حاليا من مجهوداتها بهدف تحسين خدمات وسيلة النقل هذه لمستعمليه وحمايتهم، من ذلك إجراء برامج تكوينية لأعوان الحماية المدنية والأمن، حيث سمحت هذه المجهودات برفع عدد المسافرين بهذه الوسيلة حسب ما شوهد في عين المكان. لعل الخوف الذي كان يساور العديد من المواطنين في ركوب ميترو الجزائر، قد بدأ يتلاشى، واستعاد العديد منهم ثقتهم بهذه الوسيلة بالرغم من الكثير ما قيل عنها، حيث يشهد ميترو الجزائر بعد انطلاق تشغيله بداية شهر نوفمبر الفارط ارتفاعا في عدد المسافرين في خطه الوحيد الرابط بين البريد المركزي وحي البدر، حيث فاق المليون شخص خلال 30 يوما، خاصة بعدما تم وضع صيغتي اشتراك أسبوعية وشهرية على التوالي ب540 دج و1820 دج والتي تمكن من القيام بعدد غير محدود من الرحلات، بالإضافة إلى أن القائمين على هذه المؤسسة كثفوا من مجهودات من أجل توفير الأمن والراحة لمستعملي هذه الوسيلة. وقد عبر العديد من الركاب في هذا الصدد، عبر جولة استطلاعية قامت بها فرقة »صوت الأحرار« عبر محطات ميترو الجزائر المختلفة، أمس، عن ارتياحهم لهذه الوسيلة التي انتظروها لسنين، حيث لم يخف هؤلاء خوفهم في البداية من ركوب ميترو الجزائر، نظرا لما قيل عنه – حسبهم- من »مساوئ«، لكن وبعد أن عرف انطلاقة جيدة، أكد مستعملو الميترو استرجاع ثقتهم الكاملة بهذه الوسيلة خاصة وأنه لم يتم تسجيل أي حادثة، آملين أن تتواصل هذه المجهودات لتحسين الخدمات وتوفير أكثر راحة وأمن لهم. في هذا الصدد، أجرى عناصر الحماية المدنية والأمن الوطني ليلة أول أمس، تمرينا افتراضيا لحريق بأحد أنفاق ميترو الجزائر بهدف حماية المسافرين حسب ما لوحظ في عين المكان، حيث تم تمثيل سيناريو التمرين في حريق شب في المحل التقني المتواجد في نفق ما بين محطة تافورة- البريد المركزي ومدخل أعوان الحماية المدنية بالأمير عبد القادر، حيث أصيب جراء الحريق الافتراضي عشر ضحايا . ويندرج هذا التمرين في إطار تطبيق البرنامج التكويني للمديرية العامة للحماية المدنية بالتعاون مع فرقة أعوان الحماية المدنية لباريس في مجال تسيير الأخطار في الأنفاق والميترو، حيث شارك في التمرين 26 ضابطا متربصا يؤطرهم قائدي فريقي أعوان الحماية المدنية لباريس بصفة مكونين في هذا التمرين الذي سيشهد تدخل وحدات الحماية المدية للجزائر العاصمة وفريق شرطة الميترو التابع للمديرية العامة للأمن الوطني ومؤسسة تسيير النقل لباريس-الجزائر. وحسب الرائد فاروق عاشور المكلف بالاتصال بمديرية الحماية المدنية فإن التمرين الافتراضي يهدف إلى التحكم في المعارف المكتسبة خلال التكوين وأخذ فكرة عن الموقع من قبل المتدخلين واستعمال الوسائل والتجهيزات الموجودة على مستوى المحطات والأنفاق وكذا تقييم كيفيات التنسيق بين مختلف المتدخلين، ويذكر أن تمارين مماثلة ستجرى قريبا طبقا لبرنامج الحماية المدنية لتقويم نجاعة تدخل عناصر الحماية أثناء الحرائق ومدى التكيف مع تجهيزات الوقاية والتدخل الجديدة.