التزم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، بمواصلة العمل من أجل »تحسين نوعية التعليم الجامعي كمّا ونوعا« من خلال »توسيع عروض التكوين وتحسين جودتها وتطوير المناهج التدريسية«، معلنا عن إنشاء معهد وطني لمتابعة سيرورة الإدماج المهني لخريجي الجامعات في الجزائر. أشار وزير التعليم العالي إلى أن تمكين الجامعة الجزائرية من كافة الوسائل المادية والتجهيزات »سمح لها بأداء مهمتها في تكوين الموارد البشرية المؤهلة ومدّ قطاعات النشاطات المختلفة بالمواهب واللكفاءات والنخب خدمة للمجموعة الوطنية«، بل أكد على أنه كان لهذه الجهود أثر على المنظومة الجامعية عبر ما تستقبله سنويا من قدرات تكنولوجية وتجهيزات تعليمية. وقال رشيد حراوبية خلال كلمة ألقاها أمس بمناسبة افتتاح السنة الجامعية الحالية بجامعة »عمار ثليجي« بالأغواط، إن »قطاع التعليم العالي مدين بحق لفخامة رئيس الجمهورية نظرا للإنجازات غير المسبوقة التي يعود له الفضل في تجسيدها مما مكّن قطاعنا من تحقيق قفزة نوعية سواء على صعيد الهياكل البيداغوجية ومرافق الإيواء وتطوير الشبكة الجامعية، أو على مستوى الارتقاء بالتأطير البيداغوجي والعلمي كمّا ونوعا..«. واستند الوزير في هذا تبرير هذا الكلام على بعض المؤشرات التي كشف فيها أن عدد المقاعد البيداغوجية التي وفّرها قطاع التعليم العالي انتقل من 350 ألف في 1999 ليصل حاليا إلى 1.4 مليون مقعد، بما يعادل زيادة تقدّر ب 249 بالمائة. فيما ارتفع عدد اللأسرّة في الجانب الخدماتي من 163 ألف إلى 600 ألف في الفترة ذاتها، زيادة على ارتقاء الشبكة الجامعية من 53 مؤسسة إلى 90 مؤسسة، مع دعم نوعي في التأطير من خلال وصول عدد الأساتذة الباحثين إلى 43 ألف بعدما كانوا 16 ألف في 1999. وبلغ عدد الخريجين المجازين منذ الاستقلال 1 مليون و926 ألف طالب، منهم 77.2 بالمائة تخرّجوا فقط بعد العام 1999. وقد ركّز حروابية في كلمته على الرعاية التي خصّ بها رئيس الجمهورية الأسرة الجامعية من خلال تحسين أوضاعها المهنية والاجتماعية، حيث ذكّر بقراره رفع منحة الطلبة ابتداء من موسم 2009، ثم تزويد الأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين بقوانين أساسية صدرت في أفريل 2008، إلى جانب حديثه عن تكليف الحكومة في دخول 2009 من سطيف بإعداد أنظمة تعويضية مناسبة لفائدة أساتذة القطاع. وبحسب أرقام وزير التعليم العالي فإن الدخول الجامعي لهذه السنة عرف توفير 127 ألف منصب بيداغوجي جديد مع ارتفاع قردات الاستقبال إلى 1.4 مليون طالب، في حين التحقق 240 ألف طالب جديد بالمؤسسات الجامعية، إضافة إلى تجهيز الخدمات الجامعية ب 85 ألف سرير و6 مطاعم مركزية جديدة لتصل قدرات الإ|يواء بذلك إلى 600 ألف سرير موزعة على 365 إقامة. وأشار مسؤول القطاع إلى أن الدخول الجامعي لهذه السنة عرف أيضا توسيع خريطة للتكوين تشمل مختلف أطوار التعليم، منها فتح 522 عرض تكوين في الليسانس، و727 في الماستر و214 عرض آخر في الدكتوراه، إلى جانب فتح 6 آلاف عرض تكوين في النظام الكلاسيكي، فضلا عن فتح 9 فروع جديدة في مختلف التخصصات.