نظمت مؤخرا وزارة التربية الوطنية ملتقيين وطنيين تكوينيين للمفتشين في استعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال، الأول خاص بمفتشي الفيزياء، انعقد في ثانوية حسيبة بن بوعلي في العاصمة أيام 52، 26، و27 ديسمبر الجاري، والثاني خاص بمفتشي الرياضيات، وانعقد في ثانوية بن نفنيفة بالبليدة، أيام 27، 28، و29 من نفس الشهر. وهي خطوة مستحقة نحو عالم تكنولوجيا الإعلام والاتصال في مجالات التربية والتعليم. تنظيم هذين الملتقيين يدخل في سياق تطبيقات البرنامج الواسع والثري، الذي أعدته وزارة التربية، وتحرص على تجسيده على أرض الواقع. وقد تواصلت أشغالهما على مستوى ورشات عمل، تركزت بالدرجة الأولى حول تطبيقات عملية، ومحاكاة في الكهرباء، الميكانيك، التحولات الكيميائية، الخرائط المفاهيمية، الضوء، الأمواج، النووي، بالإضافة إلى الإدماج البيداغوجي للبرمجيات والتجريب المدعم بالإعلام الآلي. ووفق ما أوضح الأستاذ بوديبة مسعود عضو المجلس الوطني المكلف بالإعلام والاتصال في نقابة »كناباست، الذي شارك في هذين الملتقيين، فإن تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التعليم والتعلم من المنهاج إلى الممارسة في القسم كانت المحور الأساسي، الذي دارت حوله الأشغال، حيث أن جُل مداخلات اليوم الأول تمحورت حول استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وإدماجها في التدريس، سواء ما تعلق بتحليل النتائج الدراسية لمادة العلوم الفيزيائية، باستعمال التجريب المدعم بالإعلام الآلي، أو الإدماج البيداغوجي للبرمجيات، والمحاكاة، والنمدجة في الكيمياء والفيزياء. وحسب الأستاذ بوديبة، فإن التكوين، والتكوين المتخصص هو أولوية أولى، للرفع من قيمة مستوى التحصيل العلمي في المدرسة الجزائرية، والسماح للأساتذة من التحكم الجيد في البرامج الجيدة، مما يجعل تقديمها للتلاميذ يتم بطرق علمية بسيطة، سلسة، تخلصه من ضغط التقدم في البرامج، الذي يجبره على التسرع والحشو في الكثير من الحالات، وهو ما أدى حسبه إلى ظهور إشكالية العتبة، واحتجاج التلاميذ. ومن أهداف هذا التكوين الإدماج المتّزن لتكنولوجيا الإعلام والاتصال في ممارسة القسم، ولا يتم هذا إلا بتطوير كفاءات المكونين، من مفتشين وأساتذة، وكذلك تقويم طريقة التجريب المدعم بالحاسوب، لتحديد المكانة اللازمة لهذه الطريقة، في النشاطات التجريبية. وعن هذه الملتقيات التكوينية، قال بوديبة: نحن نرى أن التكوين المتخصص في هذه المرحلة يعتبر أولوية أولى، وفق إستراتيجية شاملة تعتمد بالأساس على التمكين من التدفق الهائل للعلوم والمعلوماتية، عن طريق توظيف تكنولوجيا الإعلام والاتصال، تكوين الأستاذ المتكامل والقادر على حل الإشكالات المطروحة، المتعلقة بطرق التدريس، والتحكم في العمل التطبيقي الحقيقي، وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، وطريقة استخدامها في العملية التربوية، والتنسيق بين المدارس العليا للأساتذة والمفتشية العامة للبيداغوجيا لوزارة التربية الوطنية. ويجب وضع استراتيجية للتكوين المحلي على مستوى المؤسسات والمقاطعات، تحت إشراف المفتشين، والأساتذة المكونين، والأساتذة المختصين قي المجال التقني، وتفعيل دور المركز الوطني المكلف باقتناء الوسائل وصيانتها، حتى يتسنى تجهيز المؤسسات بوسائل موحدة، وهو المطالب بتنظيم دورات تكوينية بالولايات، وكذا اعتماد مراكز ولائية للتكوين، وتكليف المفتشين والأساتذة المكونين بالتأطير، مع تجهيزها بالوسائل العلمية والتكنولوجية، وإنشاء مخابر لتكنولوجيا الإعلام والاتصال، وتشكيل مواقع إلكترونية مشتركة محليا، ولائيا، ووطنيا، تسمح بالتواصل المستمر بين الأساتذة والمفتشين، وحتى التلاميذ مع أساتذتهم.