اتهمت نقابات التربية الوزارة الوصية بالوقوف وراء المردود البيداغوجي الكارثي المسجل في 14 ولاية خلال الفصل الأول. وتخوفت النقابات من أن تقوم لجان التحقيق الموفدة بالضغط على مديري التربية، ما يدفعهم إلى تضخيم النتائج على حساب مستوى التلاميذ. اعتراف وزارة التربية، لأول مرة، بضعف المردود في الامتحانات الوطنية، يأتي بناء على كشف جمعية أولياء التلاميذ للنتائج الكارثية، وتحميل الوزارة المسؤولية. وقال المنسق الوطني للاتحاد الوطني للتعليم الثانوي والتقني ''سناباست''، مزيان مريان، في تصريح ل''الخبر''، إن ''النتائج الكارثية لم تسجل في 14 ولاية فقط، بل في كل الوطن''. وأرجع المتحدث السبب إلى ''تأخر مستوى التلاميذ منذ السنوات الماضية، وهو ما يعني بأن النقائص والضعف تصاحب التلاميذ إلى السنة الموالية''. واعتبر بأنه ''يجب أن تتم مراجعة الدروس وتحديد المستوى الحقيقي للتلاميذ في بداية كل موسم دراسي''، وأن يتم تقديم الدروس لمدة شهر، من أجل أن يتم تدارك النقص. ومع هذا، أكد المتحدث بأن ''عدة عوامل تقف وراء هذه النتائج، وهناك نقائص تقف وراءها وزارة التربية لوحدها''. ويؤثر البرنامج البيداغوجي الثقيل في المردود، ولهذا يجب تخفيف البرامج بما يسمح للتلميذ بإيجاد الوقت للمراجعة وتوسيع دائرة معارفه. كما أن الحجم الساعي لا يتناسب مع البرامج المقدمة، ما يجعل الأساتذة يسارعون لإنهاء البرامج من دون فهم واستيعاب التلاميذ. ونبه الأمين الوطني المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، إلى ''أننا كنا نتوقع مثل هذه النتائج الكارثية، وهذا نتيجة عدة عوامل''. منها ما يتعلق بالتعليم الابتدائي، حيث أن كتاب التلميذ لا يتطابق مع كتاب التدرج السنوي للأستاذ، بما يحرم التلميذ من متابعة تسلسل الدروس. وأضاف المتحدث بأن عملية الإصلاح كل لا يتجزأ، والتدريس هو العمود الفقري، خصوصا أن اعتماد طريقة المقاربة بالكفاءات هي المعتمدة، والتي يجهلها معظم الأساتذة لأنهم لم يتلقوا تكوينا، ما أعاق عملية تقديم الدروس واستيعابها، وأثر ذلك سلبيا على النتائج المدرسية. وقال عمراوي: ''وزارة التربية أهملت كليا تكوين المكونين، بالإضافة إلى تنقل الأساتذة في المناطق النائية لعدم توفير السكن، ما يؤثر عليهم''. وانتقد المتحدث أن يتم إشراك جمعيات أولياء التلاميذ في إيجاد حل لهذا الضعف البيداغوجي، يعد هروبا للأمام، لأنه يجب أن يتم إشراك من يعرف حقا سير العملية التربوية ويساهم ويقدر الحلول وهم النقابات والأساتذة. أما المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كناباست''، بوديبة مسعود، فقال إن ''الضعف البيداغوجي يشمل كل الولايات، والأسباب لا يمكن أن يتم تجاوزها''. وتشمل بالدرجة الأولى البرامج الجديدة التي تم تطبيقها بدون تحضير وتكوين الأساتذة في هذه المناهج، ناهيك عن كثافة المناهج. أما بخصوص اللجان التي تحقق في الضعف البيداغوجي في الولايات ال,14 فمثل هذا الأمر يدفع إلى ضغط المفتشين والوزارة للتقدم في البرامج، أكثر من إعطاء الوقت لاستيعاب المعلومات. الأخطر من هذا كله، فإن ذلك سيؤدي إلى رفع نسب النجاح والضغط على مديري التربية، وهذا لا يحل المشكل، لأنه سبق لولايات احتلت المرتبة الأخيرة وبعد الضغط عليها احتلت المرتبة الأولى. وطرح المتحدث مشكل الاكتظاظ الذي لا تزال تعاني منه عدة أقسام في عدة ولايات، حيث يصل عدد التلاميذ ما بين 40 إلى 50 تلميذا، وتأثيره على الاستيعاب. كما أن الولايات الداخلية والجنوبية، ونقص الإمكانيات والنقل المدرسي، تؤثر على عملية الاستيعاب. وطالب بضرورة تكوين الأساتذة والمعلمين تكوينا نوعيا بإشراف خبراء ودكاترة.