عاش سكان قسنطينة أول أمس يوما مضطربا وجوا اجتماعيا ساخنا إثر اعتصام عشرات العائلات من سكان شارع رومانيا المقصين من عملية الترحيل، وعددهم يزيد عن 150 عائلة تم طردها بسبب إخلاء الأرضية المقيمين عليها لإنشاء مشروع الجسر العملاق، ومنذ ذلك الحين وهم مشردون هنا، الأمر الذي جعل السكان ينتفضون بعدما تملكهم اليأس، وباءت كل محاولاتهم في الاتصال بكل السلطات بالفشل. لم يجد سكان شارع رومانيا حلا لوضعيتهم وإسماع صوتهم سوى الخروج إلى الشارع، حيث قاموا أول أمس بغلق مدخل جسر سيدي مسيد المعروف باسم »قنطرة السبيطار« من خلال جلوس النساء وأبنائهم أرضا وسط الجسر، نتج عن ذلك انسداد تام لحركة المرور على مستوى الشارع الرئيسي زيغود يوسف. الاعتصام بدأ من الساعة التاسعة صباحا ودام طيلة اليوم، صاحبته حركات غير عادية، عندما أقدم أحد أبناء المعتصمين على وضع حد لحياته بواسطة شفرة حلاقة وهو المدعو مطيش وليد، أصيب خلالها بجروح بليغة، نقل على جناح السرعة من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى ابن باديس، وآخر أصيب بأزمة عصبية وهو المسمى بوخالفة إبراهيم تم نقله كذلك إلى المستشفى رفقة اثنان آخرين. كما هدد 5 آخرون بالانتحار بعدما تسلقوا جدار مدخل ومخرج جسر سيدي مسيد، ومنهم المدعو سوالمية سفيان متزوج وأب لطفلين، ودع زوجته وطفليه قبل أن يتسلق الجدار محاولا الانتحار مفضلا الموت على أن يرى أسرته مشردة في الشارع. وقد رسم المحتجون صورة للبؤس تعالت فيها صرخات النساء والأطفال، وهم يحاصرون من قبل فرقة مكافحة الشغب التي طوقت المكان ومنعت أيّ كان من الدخول أو العبور سواء المواطنين أو المركبات. وحسب ممثلي السكان وهم أعضاء في لجنة الحي فإن الوالي الحالي في اجتماعه الأخير بهم وعدهم بإسكانهم بعد الانتهاء من ترحيل سكان »سوطراكو« على أن تكون الحصة المتبقية من نصيبهم، حيث تكون الدفعة الأولى في عطلة الشتاء، ثم الدفعة الثانية في شهر مارس من السنة الجديدة 2012، والدفعة الأخيرة تكون قي العطلة الصيفية، ولكنهم اكتشفوا بعدها أن الحصة المتبقية والتي كانت من المفروض أن تكون الدفعة الأولى التي وعد بها الوالي قد منحت لفئات أخرى.