أقدم صباح أول أمس العشرات من سكان حي رومانيا المعروف بباردو بقسنطينة على غلق جسر سيدي مسيد، حيث قام العديد من شباب الحي بالصعود لأعلى الجسر والتهديد بالانتحار، حيث قاموا بمنع عبور المواطنين وكذا السيارات على الجسر الذي يعتبر حلقة وصل بين المستشفى الجامعي والمدينة· الحركة الاحتجاجية جاءت كردة فعل على ما أسموه بسياسة التهميش والتماطل الذي يتعرضون له بعدما فقدوا الأمل في ردود فعل شافية·· ”البلاد” تنقلت إلى عين المكان وتحدثت مع السكان المحتجين الذين أكدوا لنا أنهم أقدموا على خيار غلق الجسر بعدما أرهقتم الوضعية المزرية والقاسية التي يعيشون وسطها ويعانون من تبعياتها مستعدين للموت وأولادهم بدل العيش دون مأوى مشردين يعيشون وسط مستودعات تقشعر لها الأبدان وأكواخ، وهو ما ساهم في تراجع وضعيتهم الاجتماعية والصحية التي أثرت سلبا على حياتهم وأولادهم·
حيث أكدوا لنا أنهم تلقوا وعودا من مسؤولي الولاية بتعويضهم من سكنات اجتماعية أخرى بعد طردهم من مساكنهم وهدمها من طرف الوالي السابق بوضياف الذي وعدهم آنذاك بمنحهم سكنات مرفوقة بتعويضات مالية عن ممتلكاتهم، إلا أنهم لم يتحصلوا وإلى حد الآن على أدنى حقوقهم وابسطها، لا سيما وأنهم أصحاب حق· السكان الغاضبون رفضوا فتح الجسر إلا إذا حضر والي الولاية للاستماع إليهم وإعطائهم دليل ملموس بأنهم سيكونون ضمن قوائم الاستفادة من السكنات الاجتماعية·
مهددين بعدم فتح الجسر وبالانتحار الجماعي إذا تم عكس ذلك وهو الأمر الذي اعتبروه حلا لحياتهم القاسية والصعبة التي أنهكتهم وزادت من معاناتهم في ظل عدم استماع الجهات المعنية لمطالبهم، حيث وصفوا أنفسهم بضحايا البرامج الضخمة وناطحات السحاب التي كانت مبرمجة سابقا· وفي السياق ذاته تم نقل أربعة أشخاص من سكان الحي لمقابلة والي الولاية الذي تعذر عليه التنقل لموقع الاحتجاج والذي طمأنهم وأعطى لهم حلا شافيا لمشكلتهم·