أجمعت بعض الأحزاب الإسلامية على أهمية الانتخابات التشريعية المقبلة التي يتوقعون أن تعود فيها حصة معتبرة للتيار الإسلامي، مشيرة إلى أهمية احترام نزاهة الانتخابات وضمان الشفافية التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى احترام إرادة الشعب، وبالمقابل لا ترفض هذه الأحزاب مبدأ التحالف سواء تعلق الأمر بالفترة التي تسبق الانتخابات أو بعدها، فالتحالف بالنسبة لهؤلاء هو وسيلة لخدمة الشعب والوطن وبالتالي فإن إمكانية التحالف مع تيار وطني أو ديمقراطي تبقى مطروحة بشكل واقعي في تصور الإسلاميين. ميلود قادري: نحن مع كل تحالف يخدم الجزائر بعيدا عن الأشخاص أكد الأمين العام لحركة الإصلاح، ميلود قادري، أنه يجب النظر إلى المرحلة القادمة على أساس وجود تنافسية بين الأحزاب ولا يجب على الأحزاب أن تتعامل مع بعضها البعض على أساس العداء وتعتبر الطرف الآخر خصما لها بقدر ما هو منافس، كما ير ى أن الخريطة السياسية المقبلة ستكون لصالح الشعب وهذا إذا احترمت إرادته بطبيعة الحال. وبالنسبة لقادري، فإنه من غير الممكن أن يتمكن حزب إسلامي واحد من تمثيل كل الجزائريين وبالتالي فإن اعتماد أحزاب سياسية جديدة، إسلامية كانت أو لا، يعتبر ثراء للساحة السياسية لضمان أكبر قدر من التمثيل. وفيما اعتبر المتحدث أن قانون الأحزاب الحالي »غير عادل«، أكد أن »الإسلاميين إذا أحسنوا التعامل وعرفوا من أين تؤكل الكتف فالوقت وقتهم«، أما عن التحالفات الممكنة فإن حركة الإصلاح ستتحالف مع كل التيارات بمختلف مشاربها وهي مع كل تحالف يخدم الجزائر بعيدا عن الأشخاص. عبد الغفور سعدي: سنشارك في الانتخابات التشريعية من أجل الفوز صرح عبد الغفور سعدي، مسؤول قيادي بجبهة العدالة والتنمية التي يترأسها عبد الله جاب الله وهو الحزب الذي لم يعتمد بعد، أن الحركة منشغلة في المرحلة الراهنة بالتنظيم الداخلي وستعد للمشاركة في الانتخابات التشريعية بقوة بهدف ضمان الفوز، كما أن الشعب الجزائري من الطبيعي أن يتفاعل مع من يعبر بصدق على التوجه الإسلامي وأن لا يشذ عن ما حدث في الدول المجاورة وهو أمر منطقي ومتوقع، مشيرا إلى أن »الحزب في حال اعتماده سيتحالف مع الشعب ومن السابق لأوانه الحديث عن تحالفات سياسية ويبقى أننا نريد الصالح العام ومصلحة الجزائر«. عبد المجيد مناصرة: البرلمان المقبل متعدد دون هيمنة أي حزب يرى عبد المجيد مناصرة، الأمين العام لحركة الدعوة والتغيير، التي تنتظر اعتمادها من طرف وزارة الداخلية، أن الخريطة السياسية المقبلة ستشهد تغييرات كثيرة باعتبار أن الشعب يبحث عن التغيير ويريد أن يصنع أغلبية جديدة في البرلمان، كما أنه لن تكون هناك هيمنة لحزب معين، إضافة إلى وصول أحزاب جديدة في البرلمان ولعبها لدور مهم بالنظر إلى الركود السياسي الذي عرفته الفترة السابقة. وفي رده على سؤال يتعلق بحصة الإسلاميين في الانتخابات المقبلة، قال مناصرة »هناك وعي لدى الشعب الجزائري ولن يكون صوت نشاز في المنطقة وستكون المرتبة الأولى للتيار الإسلامي مع تغير الموازين بالنسبة للأحزاب الإسلامية«، وفيما يخص مبدأ التحالف فإن الحركة لا ترفضه قبل الانتخابات في حال توفر ظروف تساعد على ذلك، أما بعد الانتخابات فإن الأمر يتوقف على عدد المقاعد التي ستحصل عليها. وختم بالتأكيد أن الدعوة والتغيير لا ترفض التحالف مع الوطنيين ومع كل من يساهم في تشكيل الحكومة الجديدة.