أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا عن أمله بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين قبل نهاية هذا العام، مؤكدا أنه "لا خيار" للفلسطينيين سوى "المفاوضات السلمية" للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل. ودعا عباس، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز بعد اجتماعهما ظهر أمس في مقر الرئاسة الإسرائيلية بمدينة القدس، إلى استغلال "الفرصة السانحة" لتسريع مفاوضات السلام وتكثيف المفاوضات باتجاه التوصل لاتفاق سلام يقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية. وأشاد عباس بمواقف بيريز و"التزامه بالسلام" ووصفه بأنه "رجل سلام حقيقي"، وأضاف مخاطبا الرئيس الإسرائيلي "كنت وما زلت ملتزما بالسلام لأنه قناعة لديك ومسؤولية عليك". وأضاف عباس "بدأنا المسيرة معا وأرجو أن ننهي النزاع معا، وإن كنا لم نستطع أن نحيا حياة جيدة، فلنؤمن حياة أفضل للأجيال القادمة". وأكد الرئيس الفلسطيني أنه يعارض قتل المدنيين واستمرار احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية بغزة في جوان 2006، ودعا إلى الإفراج عنه والإفراج في المقابل عن كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وبدوره أكد بيريز ضرورة استمرار الحوار بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، معربا عن أمله بالتوصل قريبا لحل يفضي إلى إنهاء النزاع القائم من عقود ويقوم على السلام والتعايش. أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقد انتقدت اللقاء بين عباس وبيريز وعدته "غطاء للجرائم الإسرائيلية". وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن "هذا اللقاء استمرار للقاءات العبثية التي لا يفيد منها إلا الاحتلال الإسرائيلي، وتوفر الغطاء لاستمرار الجرائم الصهيونية بحق شعبنا واستمرار تهويد القدس وبناء المستوطنات". ودعا أبو زهري الرئيس الفلسطيني العودة إلى الحوار الوطني الفلسطيني لأنه "لا يجوز اللهث وراء الاحتلال في ظل التنكر للحوار". وكان بيريز قد استقبل عباس في مكتب الرئاسة الإسرائيلية بالقدس وبحثا "مسيرة السلام الإسرائيلية الفلسطينية والوضع الجيوسياسي الإقليمي وتطوير مشاريع اقتصادية مشتركة"، حسب ما جاء في بيان لمكتب بيريز. ورافق عباس عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين بينهم رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات. وقلل مراقبون من جدوى هذا اللقاء واعتبروه "بروتوكوليا" بالنظر إلى كون منصب الرئيس الإسرائيلي فخريا فقط، وقال النائب الفلسطيني زياد أبو زياد في تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة إن الزيارة "لا تكتسي أهمية كبيرة". وأضاف "الإسرائيليون يخصوننا بالتشريفات التي لا قيمة لها ولا تغير الواقع (..)، نريد تقدما في مفاوضات السلام، لكن على الأرض تتواصل المعاناة والحواجز والاستيطان". واستؤنفت مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية نهاية نوفمبر في مؤتمر أنابوليس بالولايات المتحدة. وتشمل هذه المفاوضات المسائل الجوهرية في النزاع، لا سيما ترسيم الحدود ووضع القدس ومصير المستوطنين واللاجئين الفلسطينيين لكنها تراوح مكانها حتى الآن.