هدد رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع بالإعلان عن الدولة الفلسطينية من جانب واحد إذا فشلت المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن قريع قوله أول أمس الثلاثاء إن الشعب الفلسطيني لديه العديد من الخيارات للرد على فشل المفاوضات مع إسرائيل التي تماطل في إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وجدد قريع التأكيد على تعدد خيارات الشعب الفلسطيني وفي المقدمة منها، الإعلان بشكل أحادي عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على الأراضي المحتلة عام 1967، مشيرًا إلى أن استمرار إسرائيل في سياستها المنافية لأسس عملية السلام، تجعل باب الصراع مفتوحًا على مصراعيه مما يدفع السلطة إلى اللجوء لذلك الخيار. ومن جهة أخرى تعهد قريع في تصريح صحفي عقب لقائه أول امس مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير بأن القيادة الفلسطينية لن تقدم على التوقيع على أي اتفاق سلام مع إسرائيل لا يضمن أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وقال قريع أن القيادة الفلسطينية لن تتنازل عن القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وإنها لن توقع على أي اتفاق سياسي لا يضمن ذلك، مؤكدًا رفض القيادة الفلسطينية تأجيل أو استثناء أي من قضايا الوضع النهائي، وضرورة أن يشمل الاتفاق السياسي جميع القضايا المطروحة للتفاوض وفي مقدمتها القدس واللاجئون. وفي الجانب الإسرائيلي عقد رئيس الوزراء إيهود أولمرت اجتماعا مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني –التي تقود وفد التفاوض الإسرائيلي- ووزير الدفاع إيهود باراك نوقش فيه واقع المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وتأتي التحركات على الجانبين بعد أيام قليلة من لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي رفض خلاله عباس مقترحا عرضه أولمرت لإبرام اتفاق سلام انتقالي يستثني حل قضية القدس. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وقتذاك إن الرئيس الفلسطيني "أكد أمام أولمرت كما أكد أمام وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، رفضه لأي اتفاقية جزئية جديدة، ولتأجيل أي من قضايا الوضع النهائي، فإما الاتفاق على كل شيء وإما لا شيء". واستبعد عريقات إمكانية صياغة أي اتفاقية قبل حلول نهاية عام 2008 لأن الهوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ما زالت قائمة حول جميع القضايا. وكشف مسؤول إسرائيلي كبير أن أولمرت أكد للرئيس عباس أنه يريد التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين بحلول نهاية السنة، لكنه لا يتضمن مسألة الوضع المستقبلي للقدس في هذه المرحلة والاتفاق على تأجيلها ووضع آلية وجدول زمني لها. وكان أولمرت وعباس عقدا اجتماعا الأحد الماضي بالقدسالغربية دام أقل من ساعة وشارك فيه رئيسا الوفدين المفاوضين الفلسطيني أحمد قريع ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. الوكالات/ واف