استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس لأول مرة في مقر رئاسة الدولة الإسرائيلية بمدينة القدسالمحتلة من قبل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. واستمر اللقاء بين الرئيسين عباس وبيريز والذي حضره كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قرابة عشرين دقيقة اكد على اثره الرئيس الإسرائيلي لقد "ناقشنا الجهود المبذولة من اجل السلام ونأمل في التوصل إلى سلام حقيقي على أساس التفاهم المشترك والثقافة والتطور الاقتصادي.. سلام يسمح للشعبين بالعيش المشترك بشكل سلمي في دولتين". ويبقى هذا اللقاء مجرد لقاء بروتوكولي بالرغم من أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز كان قد شغل مناصب حساسة في الحكومة الإسرائيلية، إلا أن دوره كرئيس يبقى شرفيا بحكم القوانين الإسرائيلية حيث تعود الكلمة إلى رئيس الوزراء وهو الأمر الذي جعل مسؤولين فلسطينيين يقللون من أهمية هذا اللقاء. وقال النائب الفلسطيني زياد أبو زياد أن "الإسرائيليين يخصونا بالتشريفات التي لا قيمة لها ولا تغير الواقع ونحن نريد تقدما في مفاوضات السلام لكن على الأرض تتواصل المعاناة والحواجز والاستيطان". ويأتي هذا اللقاء في الوقت الذي كان فيه الرئيس الفلسطيني قد أقر مجددا بصعوبة المفاوضات مع الطرف الإسرائيلي من اجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين قبل نهاية العام الجاري يقود إلى تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وقال الرئيس عباس أن الجانب الفلسطيني يخوض مفاوضات صعبة وشاقة مع الجانب الإسرائيلي بخصوص قضايا الوضع النهائي بحيث لا تزال كل الملفات مفتوحة حتى اللحظة، لكنه بالمقابل أكد الاستمرار في العملية السلمية بالرغم من كل العوائق التي تعترضها وأعرب عن أمله في التوصل إلى نتيجة ايجابية قبل نهاية العام الحالي. وجاءت تصريحات عباس خلال لقاء جمعه أمس بأعضاء حركة فتح ألح خلاله على أهمية حماية الفلسطينيين من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. وقال أنه سيبلغ الجانب الإسرائيلي بأنه إذا ما استمرت القوات الإسرائيلية في الاقتحامات والإجتياحات والإهانات لقوات الأمن الفلسطينية ستنسحب القوات الفلسطينية وتتحمل إسرائيل مسئولياتها. وأشار الرئيس عباس إلى العقبات التي تهدد مفاوضات السلام وفي مقدمتها الاستيطان الذي ترفضه كل دول العالم ماعدا الحكومة الإسرائيلية، إضافة إلى عقبة الحواجز الأمنية المنتشرة في كافة أرجاء الضفة الغربية والإجتياحات المتكررة للمدن والقرى الفلسطينية. ويتزامن ذلك مع استشهاد شاب فلسطيني كان يقود جرافة وسط مدينة القدسالمحتلة برصاص جنود الاحتلال عندما كان يحاول تنفيذ هجوم شبيه بالعملية الفدائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بداية الشهر الجاري بواسطة جرافة وخلفت مصرع سبعة مستوطنين. وتمكن المقاوم الفلسطيني وهو من بلدة ام طوبا في مدينة القدسالشرقية من قلب سيارة قبل أن يوجه الجرافة باتجاه حافلة اصيب على اثرها سبعة اسرائيليين بجروح متفاوتة بينما سقط الشاب الفلسطيني شهيدا. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها في اقل من شهر حيث نفذ شاب فلسطيني بداية الشهر الجاري عملية فدائية وسط القدسالمحتلة بواسطة جرافة تمكن من خلالها من قتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة العشرات الآخرين قبل أن يسقط شهيدا.