يتوقع أن يجري اليوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على هامش زيارته إلى تونس محادثات مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وكذا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي يحتمل أن يستغل الفرصة لبحث ملف الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر وإقناع الجزائر بتجنب إخراج هذه المناسبة الوطنية من سياقها التاريخي وتجنب إثارة المزيد من الحساسيات بين البلدين في ظل الجدل السياسي والإعلامي المطروح بين البلدين حول قضية الاعتراف. رجحت بعض المصادر إمكانية أن يجري رئيس الجمهورية اليوم خلال تواجده في تونس للمشاركة في احتفالات ثورة 14 جانفي لقاءات جانبية هامة مع كل من رئيس المجلس الانتقالي الليبي وكذا الرئيس الفرنسي الذي رجحت مصادرنا أنه سيستغل فرصة مشاركته في الاحتفالات بتونس للقاء الرئيس بوتفليقة لبحث بعض الملفات في العلاقات بين البلدين أبرزها تلك ذات الصلة بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر في مسعى يهدف إلى تفادي كل ما من شأنه أن يثير بشكل غير مرغوب فيه ملف »الذاكرة والاستعمار«. ولعل ما تثيره بعض الجمعيات الفرنسية من غضب منذ يومين على إثر رفض السفارة الجزائرية في باريس منحها تأشيرة الدخول إلى الجزائر، وكذا إعلان الكيدورسي عن تكليف ساركوزي للسفير الفرنسي السابق بالجزائر هوبير كولين بلقاء المسؤوليين الجزائريين لبحث ملف تنسيق احتفالات خمسينية استقلال الجزائر، ستشجع لقاءا بين الرئيسين اللذان عادة ما يجريان لقاءات جانبية بمناسبة الإلتقاء في التجمعات الدولية. والملفت للإنتباه أن الحديث عن لقاء محتمل بين بوتفليقة وساركوزي اليوم يأتي بعد أيام من التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي أمام الجمعية الوطنية الفرنسية والتي أوضح فيها بأن فرنسا لن تقدم على أي خطوة رسمية في اتجاه الاعتذار أو الاعتراف الصريح بجرائمها خلال الفترة الاستعمارية، الأمر الذي يفهم بوضوح، حين عبّر عن رغبة باريس في »أن نستمر مع الجزائر على نفس هذا الخط من الاعتدال وتفادي التطرف«، ولعل ما يعزز هذا التوجه قول رئيس الدبلوماسية الفرنسية »إنه اتفق مع الرئيس بوتفليقة على أن نتوجه إلى المستقبل وليس إلى الماضي ونحاول بناء العلاقات بين الجزائروفرنسا على المستقبل وليس على الماضي«.