تعاطت الصحافة المغربية الصادرة، أمس، بايجابية مع زيارة وزير الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني إلى الجزائر، حيث ركزت جل الصحف التي تناولت الزيارة على التصريحات الايجابية لمسؤولي البلدين حول تطوير العلاقات الثنائية وتحريك الاتحاد المغاربي، فيما تحدثت بعض الصحف على إبعاد ملفي الصحراء الغربية والحدود المغلقة عن ملفات الزيارة. ركزت جريدة »العلم« المغربية على تصريحات سعد الدين العثماني ومراد مدلسي حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، حيث نقلت قول العثماني »إن تجاوز المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، وفي جميع المجالات، بين المغرب والجزائر، يمثل أولوية الأولويات بالنسبة لنا«، مبرزة تأكيد العثماني على »استثنائية« العلاقات المغربية الجزائرية. وانتقلت الجريدة بعدها لتبرز أهم محاور الزيارة والأهداف المتوخاة منها، إذ ذكرت أن العلاقات الثنائية وتفعيل التعاون المغاربي. أما صحيفة »الأحداث« فقد طرحت بطريقة »لبقة« حيث قالت »ملف الصحراء المغربية لن يجد موقعا في جدول أعمال الزيارة ولو مع قرب انعقاد جولة تاسعة من المفاوضات مطلع شهر فبراير المقبل بمنهاست الأمريكية. مسألة إعادة فتح الحدود ستكون أيضا غائبة«. واستعانت الصحيفة بتصريح للوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل الأحد الماضي حين قال إنه »لم يتم التطرق إليها من قبل الطرفين الجزائري والمغربي خلال مختلف النقاشات التي جرت بين مسؤولي البلدين«، لكن »الأحداث« نقلت أيضا قول الوزير أنه »ستتم تسوية هذه المسألة يوما ما«. وفي خطوة ذكية قالت الصحيفة إن »مسألة الحدود ليست خطا أحمرا بالنسبة للمسؤولين الجزائريين«، في محاولة لخلق أمل لدى الرأي العام المغربي. من جهته الموقع الإلكتروني »هسبريس« تفادى الحديث عن الملفات الخلافية وركز محرر خبر الزيارة على الحفاوة التي لقيها سعد الدين العثماني في الجزائر والتصريحات المتفائلة للجانبين حول أفاق التعاون الثنائي. وفي نفس المنحى سارت صحيفة »المغربية« التي تخلت نسبيا على نزعتها التهجمية على الجزائر وعملت جاهدة على نقل كل من تصريحات مدلسي والعثماني والإرادة المشتركة بين البلدين للاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية الحالية، لإطلاق دينامية قوية في العلاقات بين البلدين، وتثمينها وتعميقها أكثر. وعادت الصحيفة لتذكر بتصريحات بن كيران الوزير الأول المغربي خلال عرضه لبرنامج حكومته أمام البرلمان الخميس الماضي مفردة المقطع المتعلق بالعلاقات الجزائرية المغربية في البرنامج. لكن عكس ما سبق عرضه، خرجت صحيفة »النهار المغربية« تغرد خارج السرب، في محاولة لتضليل الرأي العام المغربي إذ تحدثت عن خمسة ملفات رئيسية تناولتها الزيارة من بينها فتح الحدود وقضية الصحراء الغربية، وهو ما لم يكن مجدولا أصلا، مما يعني أن الصحيفة من الناحية المهنية تجاوزت كل الحدود، على اعتبار برنامج الزيارة كان معلنا منذ البداية ولم يكن سرا يحتفظ به ويترك مهمة التخمين والتكهن لصحيفة »النهار« التي لم تتمالك نفسها وراحت تكيل بعض التهم للجزائر.