فضل سعد الدين العثماني لغة الواقعية الدبلوماسية للتعليق على زيارته ''المميزة'' للجزائر، موضحا أنها لن تكون مفتاح كل العوالق بين الرباطوالجزائر، وأنها ستكون زيارة لبداية تفعيل اللجان الثنائية المشتركة، متجنبا بعناية إمكانية إدراج ملفي الحدود والصحراء الغربية في مباحثاته غدا في الجزائر· تجنّب سعد الدين العثماني حامل الحقيبة الدبلوماسية في حكومة بن كيران، بوضوح، الحديث عن ملف الصحراء الغربية، في تصريح، أمس، أدلى به لقناة الجزيرة القطرية التي وضعت الزيارة تحت المجهر· واعتبر العثماني الذي يريد تمرير رسالة قوية للجزائر باختيارها وجهته الأولى كوزير خارجية مغربي، الزيارة ''دفعا وديناميكية جديدة للعلاقات بين البلدين، وليست زيارة حل كل الملفات العالقة بين بلدينا''· وقد اختار وزير الخارجية المغربي، بعناية محكمة، الزاوية التي يريد أن ينفث منها الهواء الساخن في العلاقات بين الجارتين المغرب والجزائر، وتنحصر استراتيجية حكومة الرباط في ضرورة تحريك اللجان الثنائية والمشتركة لمختلف القطاعات، كخطوة أولى لإذابة الجليد، متجنبا في تصريحه كل حديث عن ملف الصحراء الغربية الذي كانت تجهر به الحكومة السابقة، على أنه أساس تردي العلاقة بين الجزائر والمغرب، مقابل اعتبار الجزائر الملف قضية تصفية استعمار تتطلب حلا في إطار الشرعية الدولية بين طرفي النزاع دون سواهما· واعتبر الوزير سعد الدين العثماني في تصريحه، أمس، أن الزيارة من شأنها تعميق لغة الحوار بين البلدين، وترسيخه في التشاور والتنسيق، وهي دعوة مغربية صريحة بعدم غلق الباب أمام ما تريد الحكومة الجديدة طرحه في إطار توجه مغاير لما ساد سابقا مع المغرب· وكانت تقارير إعلامية عديدة قد تناقلت عن كبير الدبلوماسية المغربية قوله إن ''وجود الصحراء الغربية عضوا في الاتحاد الإفريقي لا يمنع البتة من تشييد علاقات تعاون وتنمية مع الدول الإفريقية، وهو ما ستعكف عليه المغرب''، وهي إشارة أخرى من المغرب إلى أن ورقة ''المفاوضات'' مع الجزائر ستكون السلاسة والليونة، دون تعكير الصفو بالكشف عن أن ملف الحدود والصحراء الغربية سيكون في صلب محادثات العثماني ونظيره مدلسي ثم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة· وستكون الزيارة، من دون شك، بارومترا حقيقيا للحكومة المغربية الجديدة في صياغة الإستراتيجية المستقبلية لتعاملها مع الجزائر في أعوص العوالق، بينهما·