شهدت بعض مناطق الجزائر العاصمة خلال اليومين الأخيرين ندرة في التزود بمادة حليب الأكياس وهو ما جعل العديد من المواطنين سيما في المنطقة الغربية يستنكرون بشدة هذا الوضع الذي تزامن مع الجو البارد الذي شهدته العاصمة والذي صعب عليهم التنقل إلى بلديات أخرى لاقتناء هذه المادة، في هذا السياق، أرجع اتحاد التجار هذه الندرة إلى ما أسماه »خلل في التوزيع« والتزم بالتنسيق مع مدير التوزيع على مستوى الديوان الوطني للحليب ومشتقاته بتوفيرها بالبلديات المعنية عاجلا. شملت هذه الندرة كل من بلديات الشراقة، أولاد فايت، بابا أحسن، دالي إبراهيم وبعض مناطق الدويرة وغيرها، وفي حديث جمعنا بتجار التجزئة حول سبب هذه الندرة، أكد لنا بعضهم عدم تزويدهم بهذه المادة منذ يومين، سواء تعلق الأمر بالمنتجين الخواص أو بالديوان الوطني للحليب ومشتقاته ببئر خادم، فيما ذهب آخرون إلى التأكيد على أن المنتجين الخواص لجأوا إلى تقليص الكمية المُعتاد عليها فيما غابت الشاحنات المُوزعة لحليب »الأونالي«، وهو ما جعل الكمية المُوزعة من قبل الخواص تُباع في ظرف لا يتعدى الربع ساعة، ومنه عدم تمكن العديد من المواطنين من اقتناء هذه المادة الحيوية، سيما وأن الندرة جاءت موازاة مع موجة البرد التي تجتاح العاصمة. وفي اتصال هاتفي به، أكد لنا المنسق العام للمكتب التنفيذي للإتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين على مستوى العاصمة، سيد علي بوكروش، أن سبب هذه الندرة مُجرد »خلل في التوزيع« باعتبار أن مادة الحليب، يقول، متوفرة والمشكل غير مطروح تماما هذه الأيام مذكرا بالخلل التقني الذي أصاب مؤخرا غرف التبريد التابعة للديوان الوطني للحليب ومشتقاته والتي تم إصلاحها، والتزم المتحدث بعدما أجرى اتصالا مع مدير التوزيع على مستوى الديوان المذكور بتوفير هذه المادة عاجلا على مستوى البلديات المعنية. وليست المرة الأولى التي تشهد هذه المناطق وغيرها بالعاصمة ندرة في مادة الحليب بالرغم من الإجراءات العديدة التي اتخذتها وزارة الفلاحة والمتضمنة أساسا في رفع كميات حليب الغبرة الموجهة للمنتجين الخواص ناهيك عن رفع الكميات التي يُنتجها الديوان الوطني للحليب ومشتقاته. وكان المدير العام للديوان الوطني للحليب ومشتقاته، أكد في تصريحات صحفية أن الدولة خصصت 40 مليار دينار لغبرة الحليب، وهو ما بإمكانه، يقول، وفير مادة الحليب بالكميات اللازمة على المستوى الوطني، وبذات السعر الذي يباع به، أي 25 دينار للكيس الواحد، وحسب الأرقام التي أوردها فإن كمية الحليب المستهلكة وطنيا تصل إلى مليار و 400 مليون لتر سنويا، بينما تُقدر حصة استهلاك المواطن الجزائري من الحليب تُعادل 40 لترا في السنة، وبإضافة مشتقات الحليب ترتفع الحصة إلى أكثر من 120 لتر بالنسبة لنفس الفترة.