شرع حزب جبهة التحرير الوطني في الإعلان عن قوائم مرشحيه في الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في العاشر ماي تباعا، وهي القوائم التي ظهرت في عدد من الولايات التي اختار الحزب العتيد منها وجوها جديدة للمشاركة في هذا الموعد الانتخابي الهام. ولأن الراهن السياسي تغيّر، سيما بعد الإصلاحات التي أقرها رئيس الجمهورية منذ حوالي سنة، كان يقتضي التفكير جيدا والتريث لاختيار الأنسب من فرسان الأفلان الذين ينتظر منهم بعث روح جديدة في قبة البرلمان، الذي سيعكف على إعداد الدستور الجديد للبلد، ومع ظهور أحزاب جديدة وتكتلات سياسية يجدر بمناضلي الحزب العتيد المخلصين الالتفاف حول القيادة وحول مرشحي الأفلان في هذا »الاستحقاق المصيري«، مثلما وصفه رئيس الجهورية في كل خطاباته الأخيرة. ومن هذا المنظور فإن حزب جبهة التحرير الوطني يراهن على كل مناضليه من قيادات وقاعدة لكسب رهان التشريعيات، ويعتبر أن من يترأسون قوائمه الانتخابية »جزءا من الكل وليسوا الكل«، كون أن القيادة لا تهمها الأسماء، وأن »الكل سواسية في النضال«، كما أكده الأمين العام للأفلان في إحدى المناسبات، حيث أن المتغيرات السياسية تفرض على الحزب النظر إلى ما هو أهم، وهو كيفية التحضير والاستعداد للانتخابات التشريعية المقبلة، ووضع خارطة جديدة للولوج إلى معتركها. والأكيد أن قيادة حزب جبهة التحرير الوطني قبل الإعلان عن قوائم مرشحي الأفلان بالولايات ال 48 التي ستدخل معترك الحملة الانتخابية في أفريل الداخل، واعية كل الوعي بالظروف المحيطة بالعملية وما يكتنفها من صعوبات، كما أنها تدرك تمام الإدراك بأن المهمة ليست بالسهلة لما تشهده الساحة السياسية من تعدد التيارات الحزبية التي تبحث جميعها عن الريادة، غير أن الأفلان الذي له ثقله السياسي ورصيده التاريخي سيكون له دون شك بصمته في هذا الموعد الانتخابي الهام. وممّا لا شك فيه أن الأمين العام للأفلان ومن حوله المكتب السياسي وجميع إطارات الحزب ومناضليه واعون بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، في هذه الفترة الحاسمة التي تتسم بضغط، ينبغي التعامل معه بحكمة وروية بعيدا عن الصراعات والرؤى الضيقة، من خلال التلاحم والالتفاف حول الحزب بهدف كسب رهان التشريعيات، وضمان بقائه في الريادة في الساحة السياسية الوطنية. وبالعودة إلى بعض الأسماء التي تم الكشف عنها لترؤس قوائم حزب جبهة التحرير الوطني يتضح جليا أن القيادة اختارت من تراه جديرا، لكسب أكبر عدد من الأصوات، والأكيد أنها درست وتمحصت قبل أن يقع اختيارها على ذاك دون ذاك، فمعايير الكفاءة والنزاهة لم يتم الإغفال عنها، دون إبداء أي شك في نضال الآخرين ووفاءهم للحزب وتمسكهم به.