كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صعوبات تعترض مهمة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية »المينورسو«، وأشار إلى تقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من قبل السلطات المغربية، موصيا زيادة عدد الملاحظين العسكريين ب15 عنصرا لتعزيز قدرات هذه البعثة التي تضم حاليا 228 عسكريا داعيا إلى تمديد عهدتها إلى غاية 30 أفريل 2013. أبرز بان كي مون قدم هذه الملاحظات في تقريره الأخير حول الصحراء الغربية الذي قدمه لمجلس الأمن لمناقشته يوم 17 أفريل الجاري قبل المصادقة على أي لائحة، وقال »قدمت في تقريري مجموعة من التحديات تبين أن المينورسو غير قادرة على ممارسة مهام المراقبة و حفظ السلام كما أنه ليست لها السلطة الكاملة لمواجهة انفلات الأمور من أيديها«. ودعا الأمين العام الأممي مجلس الأمن إلى دعم هذه الآلية لحفظ السلام مثلما كان مقررا في السابق لتجسيد »الأهداف الثلاثة الرئيسية« التي أنشئت من أجلها، وشدّد على ضرورة »اعتبار المينورسو كآلية لحفظ الاستقرار في حال تواصل حالة الانسداد السياسي و آلية لتجسيد استفتاء حول تقرير المصير في حال نجاح المفاوضات التي يقودها مبعوثي الخاص كما يجب أن توفر لأمانة الأممالمتحدة و مجلس الأمن و المجتمع الدولي معلومات مستقلة حول الأوضاع السائدة في الأراضي الصحراوية«، مضيفا بالقول» يجب أن تعمل باعتبارها حكما حياديا طبقا لمعايير عمليات حفظ السلام«. وبعد أن ذكر بان كي مون بأن الهدف الرئيسي لإنشاء المينورسو هو تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية أوضح أن انسداد المسار السياسي لم يسمح لهذه الهيئة بتنظيم الاستفتاء مكتفية بمراقبة وقف إطلاق النار، معترفا أن هذا الأمر»أدى إلى »ضعف سلطة المينورسو ومهامها وانحرافها عن معايير حفظ السلام«. ورأى الأمين العام الاممي أن لقاءات البوليساريو والمغرب في إطار المفاوضات غير المباشرة دون تعكس الإرادة السياسية لدى الطرفين لعقد جولات الحوار لكن دون الالتزام بمفاوضات عميقة تفضي إلى الهدف المتضمن في لوائح مجلس الأمن والمتمثلة في حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كلا الطرفين يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير مصيره وأوضح بان كي مون أنه خلال الزيارات التي أجراها مبعوثه الشخصي كريستوفر روس إلى البلدان الأعضاء في »مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية«»الولاياتالمتحدة و فرنسا وبريطانيا وروسيا واسبانيا«، أكد هذا الأخير على ضرورة تقديم »معلومات موثوقة ومستقلة« حول الوضع السائد في الصحراء الغربية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مشيرا إلى أنه يمكن تحقيق ذلك بفضل تقارير أكثر تفصيلا للمينورسو وزيارات مكثفة إلى الصحراء الغربية من قبل دبلوماسيين وصحفيين و غيرهم. وسجل الأمين العام للأمم المتحدة » تجاوبا واسعا« حول ضرورة الاطلاع على » معلومات مستقلة« وكذا ضرورة استفادة المينورسو من »حرية تحرك وتحسيس تامة في الصحراء الغربية للتمكن من إعداد تقارير شفافة حول التطورات الهامة التي تعرفها المنطقة وذلك على غرار عمليات حفظ السلام الأخرى عبر العالم«، مبرزا ضرورة حضور البعثة الأممية بصفتها ضامنا للإبقاء على وقف إطلاق النار والتزام المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية النزاع في الصحراء الغربية«. وبنا على ذلك، أوصى بان كي مون بزيادة عدد الملاحظين العسكريين ب15 عنصرا لتعزيز قدرات هذه البعثة التي تضم حاليا 228 عسكريا داعيا إلى تمديد عهدتها إلى غاية 30 أفريل 2013. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن المغرب لم يحترم حياد الأممالمتحدة في الأراضي الصحراوية المحتلة بحيث أنه يفرض أن تحمل سيارات المينورسو أرقام تسجيل دبلوماسية مغربية، وكشف عن إحاطة مقر المينورسو بالعيون ب21 علما مغربيا«، معتبرا ذلك يمس »بحياد الأممالمتحدة للخطر إزاء جبهة البوليساريو والسكان المحليين والمجتمع الدولي«. وذكر بان كي مون تقارير تشير إلى» الاستعمال المفرط للقوة والاعتقالات التعسفية« وإرغام الصحراويين على الاعتراف تحت التعذيب الممارس من قبل القوات المغربية. إلى ذلك، سيتم إعداد مشروع لائحة مجلس الأمن حول الصحراء الغربية من قبل »مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية« قبل عرضه على البلدان الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن للموافقة عليه قبل يوم 30 أفريل الجاري.