أجمعت أغلب التشكيلات السياسية التي تخوض المنافسة الانتخابية لتشريعيات ال10 ماي المقبل على اختتام حملتها الانتخابية من الجزائر العاصمة التي يعدّ الرهان عليها حاسما في الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار والذهاب إلى صناديق الاقتراع، فالعاصمة ستضرب موعدا لأغلب القيادات الحزبية من إسلاميين وديمقراطيين ووطنيين يوم 6 ماي المقبل لاستعراض العضلات والكشف عن قدرة كل حزب على التعبئة الشعبية. كثيرا ما انقسمت خيارات الأحزاب السياسية بين تدشين الحملة الانتخابية من العاصمة أو الاختتام منها لما لمعركة العاصمة من أهمية خاصة سياسية وانتخابية، من الناحية الانتخابية لأنها تحصي أكبر عدد المقاعد في الدوائر الانتخابية، 37 مقعدا، وأكبر عدد من الناخبين يقارب 2 مليون ناخب كما تحصي 617 مركز انتخاب، أما من الناحية السياسية فتجمع العاصمة هو استعراضي بالدرجة الأولى تستغله القيادات الحزبية لتمرير رسائل للمنافسين من خلال قدرتها على التعبئة الشعبية، كما يحرص كل حزب سياسي على تخصيص ورقته الرابحة أو »الجوكر« لتصدر قائمة العاصمة لأنه المرشح حتما مثلما جرت عليه الأعراف لرئاسة البرلمان بالنسبة للأحزاب المتنافسة على الأغلبية البرلمانية، ومن القيادات الحزبية من يحرص على خوض معركة العاصمة كما هو الحال لزعيمة حزب العمال. واللافت في خيارات التشكيلات السياسية المعلن عنها لحد الآن قبل 72 ساعة من انطلاق الحملة الانتخابية المنتظر الأحد المقبل، أن أغلبها بات يفضل إرجاء معركة العاصمة إلى آخر يوم في الحملة الانتخابية على غرار ما فعل كل من الحزب العتيد الذي فضل تدشينها من الجنوب الكبير واختتامها من العاصمة، الخيار نفسه ذهب إليه شريكه في التحالف الرئاسي، التجمع الوطني الديمقراطي الذي أعلن في السابق عن تدشين حملته الانتخابية من العاصمة قبل تغيير إستراتيجيته الانتخابية واختتام ال46 تجمعا شعبيا ينشطها الأمين العام احمد أويحيى بتجمع العاصمة المرتقب يوم 6 ماي المقبل في الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار عن الحملة الانتخابية. ولم تبتعد خيارات الإسلاميين كثيرا عن إستراتيجية إرجاء معركة العاصمة إلى اليوم الأخير من الحملة الانتخابية ومنهم عبد الله جاب الله رئيس حزب التنمية والعدالة الذي اختار الغرب الجزائري، لتدشين حملته من تيارات على أن يختتمها من العاصمة، أما جمال بن عبد السلام أمين عام حزب الجزائرالجديدة الذي اختار عاصمة الشرق الجزائريقسنطينة مدينة عبد الحميد ابن باديس لتدشين الحملة الانتخابية خاصة في ظل تزامن المناسبة مع يوم العلم فإنه سيختتمها هو الآخر من العاصمة. بالنسبة لتكتل الجزائر الخضراء الذي يضم كل من حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح والذي برمج 4 تجمعات جهوية تنشطها القيادات الثلاث مجتمعة إلى جانب التجمعات الولائية، فقد اختار العاصمة لمحطتين متتاليتين، الأولى قبل الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية بعد غد الجمعة في تجمع أطلق عليه شعار »جمعة الزحف الأخضر« على أن يعود مجددا إلى العاصمة يوم 6 ماي في آخر تجمعاته للحملة الانتخابية، الخيار نفسه لجبهة التغيير التي يقودها القيادي السابق في حمس عبد المجيد مناصرة، ستدشن الحملة الانتخابية من أهم معاقل حمس وهي مدينة الورود، مسقط رأس مؤسس الحركة محفوظ نحناح على أن تختتمها من العاصمة.