لم يعترف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، أمس، بمرتبة الحزب التي أفرزتها نتائج الانتخابات التشريعية وأرجع ارتفاع نسبة المشاركة في الاقتراع التي بلغت 42.36 إلى ما أسماه »ازدواجية تصويت أفراد الجيش« في الثكنات. رفض تواتي، في ندوة صحفية نشطها بمقر الحزب، الكشف عن عدد الطعون المرفوعة إلى المجلس الدستوري الذي دعاه إلى إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية، مهددا بالتحرك رفقة أحزاب أخرى لم يكشف عن أسمائها لتحقيق هذا الهدف. وكعادته، طعن رئيس »الأفانا« في النتائج لكن من دون إعطاء أي دلائل، واستصغر دور الملاحظين الدوليين، مشيرا إلى عدم استجابة وزارة الداخلية لمطالبه المتمثلة في اعتماد العد الالكتروني و القائمة الموحدة. ولم يجد تواتي مبررا لهزيمته وخسارته لعدد من المقاعد إلا انتقاد حزب جبهة التحرير الوطني، بل راح يناقض نفسه عندما حملها اعتماد قانون انتخابات الجديد في حين من ناحية أخرى اتهمها بعدم تشريع أي قانون في العهدة التشريعية السابقة. وبدا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية غير مؤمنا بالتعددية السياسية كما يدّعي، حيث لم تسلم الأحزاب السياسية الجديدة من سهام انتقاداته، بل راح ليؤكد أنها جاءت فقط للتسويق الخارجي بوجود ديمقراطية وانفتاح في الجزائر. واتهم تواتي وسائل الإعلام بتغليط الرأي العام حين أكد أنها أوّلت خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنه تحذيرا من خطر خارجي، على حد تعبيره.