شرع صبيحة، أمس، عدد هائل من النواب الجدد الذين انتخبوا في تشريعيات 10 ماي الجاري، في إيداع ملفتهم الإدارة على مستوى المجلس الشعبي الوطني، حيث تم استقبالهم في قاعة كبيرة بالغرفة السفلى بالطابق الأول، كما تم تجنيد أعوان مختصين لاستقبال الملفات في أكثر من 10 مكاتب. العملية تتواصل طيلة 3 أيام لاستيعاب العدد الهائل للمنتخبين الجدد الذين بلغ عددهم 462 نائب والقادمين من كل ولايات الوطن. عجت، أمس، أروقة الغرفة السفلى بالعاصمة بعدد كبير من النواب الجدد الذين كانوا يتوافدون على المجلس بهدف التسجيل وإيداع ملفاتهم، من بينهم نواب ينتمون إلى أحزاب قررت مقاطعة البرلمان الجديد المنبثق عن تشريعيات العاشر ماي، كما يضم المجلس 70 نائبا من العهدة السابقة، أما الباقي فكانت لهم أول فرصة لاكتشاف المجلس ودخوله من بابه الواسع، كنواب وضع المواطنون ثقتهم فيهم من أجل تمثيلهم على مستوى السلطة التشريعية. بالنسبة للكثيرين الذين عبروا عن آرائهم ، فإن التجربة عظيمة وجديرة بأن تخاض، حيث أكدت الآنسة عقيلة رابحي، منتخبة عن حزب جبهة التحرير الوطني بالبليدة، وصحفية سابقة، أن الخمس سنوات القبلة لن تكون بالسهلة لأنها كمنتخبة تحمل على عاتقها مسؤولية تمثيل المواطنين أحسن تمثيل، إضافة إلى التكفل بقضايا الإعلاميين وقطاع الاتصال الذي تنتمي إليه، كما أنها مسؤولة عن الدفاع عن المثقفين باعتبار أنها شاعرة وكاتبة، ويبقى أنها تحمل هموم هذا الوطن وترجو أن تكون عند ظن من راهنوا عليها لتكون ضمن قائمة الفائزين. أما بوعبد الله، المدير السابق للشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية، عن جبهة التحرير الوطني، فقد أشار إلى أهمية العمل البرلماني الذي يقتضي وجوه جديدة ونزيهة لا تملك ماض أسود، بما يمكنها من كسب ثقة المواطنين والعمل على محاربة الرشوة والمحسوبية وغيرها من الآفات التي يراها المتحدث على رأس قائمة القضايا الواجب التطرق إليها من طرف النواب الجدد خلال المرحلة المقبلة. وعن خبرته التي تجاوزت 30 سنة بالجوية الجزائرية، فهو يتمنى أن يوظفها كبرلماني من أجل الأحسن. بوغرارة أمال من ولاية ميلة ممثلة عن الأفلان، لبيض نورة عن التجمع الوطني الديمقراطي، ومقراتي يامينة عن الجبهة الوطنية الجزائرية، هؤلاء النسوة اللواتي اجتمعن تحت سقف المجلس الشعبي الوطني، كن في الموعد لإيداع ملفاتهن واعتبرن أن عملية التسجيل كانت سهلة، كما أنهن حظين باستقبال جيد من طرف أعوان الإدارة الذين سخروا لاستقبال الملفات. نفس الرأي ذهبت إليه النائبة فايزة بوحامة والنائبة بودادو نورة عن جبهة التحرير الوطني. عملية التسجيل وإيداع الملفات تمر عبر ملئ استمارات المعلومات الخاصة بالنواب وكذا الوثائق الخاص بالتأمين، ليتم توجيه النائب بعدها إلى غرفة خاصة لالتقاط الصور، كما تم في هذا الإطار تسليم نواب المجلس الجديد وثيقة الدستور والقانون الداخلي للمجلس الشعبي الوطني و كذا مجموعة القوانين الجديدة التي تندرج ضمن الإصلاحات السياسية المعلن عنها حتى يتمكنوا من أداء مهامهم الجديدة على أكمل وجه. وبالرغم من تواجد النواب الجدد بقوة في المجلس، إلا أن أروقة الغرفة السفلى لم تخلو من نواب انقضت عهدتهم ولم ينتخبوا من جديد،حيث حضروا لتوديع زملائهم وتبادل أطراف الحديث وإطفاء شعلة الحنين التي ربطتهم طيلة خمس سنوات مضت مع البرلمان. واستعدادا لأولى الجلسات العلنية للفترة التشريعية السابعة المقررة يوم السبت 26 ماي تم إعادة تهيئة قاعة الجلسات حتى تستوعب العدد الإضافي للنواب الذي ارتفع من 389 إلى 462 نائبا من بينهم 143 امرأة سيشرعون من تحت قبة المجلس الذي اكتست مقاعده لونا اخضرا بدل اللون الأزرق المعهود. وسيرأس الجلسة الأولى من هذه الفترة التشريعية أكبر النواب سنا بمساعدة أصغر النائبين طبقا للمادة 02 من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني، حيث يتضمن جدول أعمال هذه الجلسة العلنية مناداة النواب و تشكيل لجنة إثبات العضوية وانتخاب الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني. وتجدر الإشارة إلى أن باب إيداع الترشيحات لرئاسة المجلس الشعبي الوطني مفتوح أمام كل الأحزاب مهما كان حجمها وكذا الأحرار.