تعقد المنظمة الوطنية للمجاهدين، اليوم، مجلسها الوطني في دورته الأولى المنبثق عن المؤتمر الحادي عشر، حيث يتصدر موضوع انتخاب الأمين العام للمنظمة صدارة برنامج الدورة بسبب حالة الشغور منذ المؤتمر الأخير، فيما تذهب كل التحليلات إلى أن السعيد عبادو سيخلف نفسه على رأس المنظمة في عهدة لخمسة سنوات بما أنه المترشح الوحيد. يحمل الأمين العام المقبل للمنظمة الوطنية للمجاهدين أجندة ثقيلة على مر خمس سنوات كاملة من العهدة المقبلة، تتركز على ترقية التكفل الصحي بالمجاهدين أكثر من خلال مجانية الدواء وتجنيبهم التعقيدات الإدارية للمستشفيات، وتطبيق خاصة المادة 44 من قانون المجاهد والشهيد التي تنص على تخصيص حصص سكنية لفائدة المجاهدين وذوي الحقوق، بالإضافة إلى التكفل أكثر بظروف المجاهدين الاجتماعية والصحية، فضلا عن القيام بدراسات حقيقية تكشف فضائح الاستعمار الفرنسي وتساهم في تدوين تاريخ الجزائر الذي مازال رهن تجاذبات هنا وهناك. كما تنتظر أمين عام المنظمة الوطنية للمجاهدين الجديد عدة تحديات كبيرة خلال السنوات المقبلة، تتعلق بالمساهمة بقوة في الاحتفالات المخلدة لمرور 50 سنة على استقلال الجزائر، بالإضافة إلى ملف العلاقات الجزائرية الفرنسية وطبيعة التعامل في المرحلة القادمة، خصوصا مع بروز مؤشرات انفراج وتسوية لملف الذاكرة تزامنا ووصول فرانسوا هولاند للحكم واتسامه بفكر معتدل. ولأن المنظمة الوطنية للمجاهدين تبنّت قانون تجريم الإستعمار الفرنسي بقوة ودافع عنه أمينه العام السعيد عبادو باستماتة، فإن القانون بات حاليا حبيس الأدراج، ومسألة إعادة طرحه سيكون مرتبطا بدرجة تعاطي الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولندا مع مطالب الجزائر المتعلقة بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائم 132 سنة من الاستعمار. وبالعودة إلى التغييرات التي أحكمت القانون الأساسي والنظام الداخلي للمنظمة في المؤتمر الحادي عشر، حيث كانت في السابق الأمانة الوطنية للمنظمة هي التي تختار وتنتخب الأمين العام، لكن هذه المرة لجأت القيادة الوطنية للمنظمة إلى المجلس الوطني من خلال إجراء تعديلات على القانون الأساسي ليتم تفويض صلاحية انتخاب الأمين العام إلى المجلس الوطني المنتخب. وتعتبر دورة اليوم، للمجلس الوطني مهمة باعتبارها الأولى بعد المؤتمر الحادي عشر، حيث يتضمن جدول الأعمال تشكيل مكتب الدورة، تشكيل اللجان، لجنة إثبات العضوية، لجنة النظام الداخلي، لجنة الترشيحات، لجنة برنامج العمل، لجنة البيان السياسي، والمصادقة على النظام الداخلي والمصادقة على أعضاء الأمانة، ثم يتم انتخاب الأمين العام والمصادقة على برنامج العمل وعلى البيان السياسي. ومعلوم أن المؤتمر الحادي عشر ثم فيه انتخاب الأمناء الوطنيين الممثلين لجميع الولايات التاريخية بالإضافة إلى فدرالية فرنسا حيث وصل عدد أعضاء الأمانة الوطنية إلى 22 عضوا سيتم انتخاب من بينهم الأمين العام المقبل للمنظمة، وتشير كل التحليلات أن كفة السعيد عبادو باتت مرجحة، كونه صاحب التجربة والرصيد النضالي وثقله وسط الأسرة الثورية، وبما انه المرشح الوحيد فإنه متجه لخلافة نفسه اليوم، حسب العارفين بالمنظمة.