تفاجأ عشاق الشاعر محمود درويش من زوار معرض دمشق الدولي للكتاب بخبر وفاته عندما نعاه لهم وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا، ليحملوا دواوينه ويعودوا لمنازلهم حتى يقرؤوا كلماته النابضة بالحياة على مهل وكان الوزير موجودا في ندوة ثقافية في مكتبة الأسد عندما أوقف الندوة لينعي رحيل الشاعر الفلسطيني، فالموت الذي ناجاه درويش في كتابه "جدارية" رفض انتظاره أيضا لإنهاء حديثه العابر مع حياته،وقال مدير مكتبة الأسد علي العائدي "درويش الذي استضافته مكتبة الأسد ضمن تظاهرة معرض الكتاب منذ سنوات، قدم فيها أمسية دمشقية رائعة". وأضاف "قدر للتظاهرة نفسها أن تنعي عزيزا عليها وعلى سوريا التي أحبها وأحبته، ولكنه رحل مخلفا أعمالا هامة تبقيه حيا". وأوضح أن إدارة تظاهرة معرض الكتاب الرابع والعشرين تسعى لتقديم ملتقى ثقافي في الأيام القادمة يضم أصدقاء درويش ليتحدثوا لجمهور المعرض عن مناقب الفقيد ومؤلفاته بعيونهم كشعراء وكتاب وأصدقاء". وقبيل إعلان وفاة درويش، توافد البعض لجناح دار الريس ليتبينوا من صاحب الدار وناشر مؤلفاته وصديقه رياض الريس حقيقة حالته الصحية بعدما سرت أنباء متضاربة عن صحته ليؤكد الريس خبر موته بحزن بالغ. الصدمة بدت واضحة على وجوه زوار وناشرين في المعرض، وبتأثر بالغ تحدث الناشر بيان رفاعة "لا أستطيع تصديق خبر موته، وخاصة في أجواء احتفالية للكتاب الذي يمثله محمود درويش، فكيف لنا أن نصدق رحيله". بينما استذكر زائر في المعرض شعر درويش الذي صنع العزيمة بنفوس العرب، قال إن شعره "كان البندقية الناطقة التي أججت الشعور العربي القومي ضد الصهاينة وستبقى كلماته النبض القومي الذي نسير به نحو تحرير فلسطين". واعتبر آخرون أن" عالمنا العربي فقد برحيل درويش مساحة خضراء من ساحته الأدبية وأن التصحر يقتحمنا ". ق.ث