نظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالاشتراك مع الإذاعة الوطنية، أمسية شعرية تكريمية لروحي شاعري الثورة مفدي زكرياء ومحمود درويش، وذلك بحضور وزيرة الثقافة، خليدة تومي، وزير التضامن والأسرة والجالية الوطنية في الخارج، جمال ولد عباس، ووزير المجاهدين السابق، سعيد أعبادو. تزينت دار عبد اللطيف ذات الهندسة الجميلة والطبيعة الخلابة، مساء الأربعاء، بشعارات النضال وحب الوطن وهي تعانق روحي أحسن من كتب للثورة وعلى الثورة، الشاعر الجزائري الكبير مفدي زكرياء وفقيد القضية الفلسطينية الشاعر الكبير محمود درويش، في ذكرى يوم المجاهد، وذلك في أمسية شعرية مغاربية حملت شعار "شغلنا الورى". وفي تخليدها للذكرى قالت وزيرة الثقافة خليدة تومي، في كلمة ألقتها على الحضور، أنه ليس من الصدفة أن تتزامن الاحتفالات باليوم الوطني للشعر يوم المجاهد مع رحيل الشاعرين، كما ليس من الصدفة أن يختار كل من زكرياء ودرويش شهر أوت للرحيل. تومي أكدت أن الأمة العربية ستظل وفية للقيم التي كانت هاجس درويش، الذي كان الضمير الحي والقلب النابض والقضية... على حد تعبير الوزيرة. مضيفة أن العالم سيظل يتذكر أن درويش هو من كتب شهادة ميلاد الدولة الفلسطينية هنا في الجزائر في 15 نوفمبر 1988، وقرأ هنا بالجزائر ملحمته "مديح الظل العالي"، التي غنتها بعد ذلك كل الشعوب العربية... لتختم بقولها أن رحيل درويش هو خسارة فادحة ليس فقط للقضية الفلسطينية، بل لكل الإنسانية وللشعر العربي بشكل خاص. مضيفة أن محمود درويش لقنها شخصيا درسا أبديا في الإنسانية عندما قال : عندما تعد فطورك فكر بغيرك. لا تنس قوت الحمام وأنت تقود حروبك فكر بغيرك. لا تنس من يطلبون السلام وأنت تسدد فاتورة الماء فكر بغيرك.. من يرضعون الغمام وأنت تعود لبيتك فكر بغيرك.. لا تنس شعب الخيام وأنت تنام وتحصي الكواكب فكر بغيرك.. ثمة من لم يجد حيزاً للمنام وأنت تحرر نفسك بالاستعارات فكر بغيرك.. من فقدوا حقهم في الكلام وأنت تفكر بالآخرين البعيدين فكر بنفسك قل ليتني شمعة في الظلام. لتشهد بعدها المنصة تعاقب العديد من الشعراء الجزائريين والمغاربة الذين شدوا للوطن، للحب وللحياة، تقدمهم الشاعر الجزائري بوزيد حرز الله الذي قرأ قصيدته "منتهى العشق "، ليعتلي بعدها الشاعر التونسي منصف مزغني الذي قدم مقتطفات شعرية من بينها "أغنية لم يقرأها سيد مكاوي"،" مراة عائدة من الحرب".. أما الشاعر المغربي عزيز أزغاي فقد قرأ بدوره للوطن والحياة في قصيدة بعنوان "آخر اعترافات الخرتيت"، لتتولى الكلمات الجميلة سلسبيلا متدفقا سكب فيها الشاعر التونسي جمال صليعي من روحه وزادها كل من عبد الهادي سعيد من المغرب وصلاح الصقوتي من فلسطين ومدني بن عمر وعلي مغازي و فؤاد ومان من الجزائر عبقا. وبين الفينة والأخرى كانت الألحان تتوسط العبارات في جلسات موسيقية رسمها بأوتار عوده وشدي صوته، الفنان محمد بوليفة. كما كان للأرشيف نصيب في الجلسة التي بثت مباشرة على القناة الجزائرية الثالثة، من خلال صور لمفدي زكرياء وهو يلقي "إلياذة الجزائر" وللشاعر محمود درويش، وهو يقرأ "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" بالجزائر.