بحضور نخبة من الوجوه الثقافية والسياسية يتقدمهم سعادة سفير دولة فلسطينبالجزائر محمد الحوراني ومدير عام المكتبة الوطنية الحامة الدكتور أمين الزاوي افتتح سهرة أول أمس بالطابق الثالث للمكتبة الوطنية الحامة فضاء جناح الآداب والعلوم الإنسانية باسم الشاعر الفقيد محمود درويش وذلك بمناسبة إحياء أربعينية رحيله كما تم افتتاح معرض خاص بالكتاب الفلسطيني يتضمن أبرز المؤلفات التي تناولت القضية الفلسطينية على مدار أكثر من 60 عاما من المعاناة واللجوء في بقاع العالم . وهيبة .منداس وأكد مدير عام المكتبة الوطنية أمين الزاوي في كلمته الإفتتاحية على المكانة الكبيرة والمحورية للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وأشار أن رحيله المبكر والمفاجئ أشعر العرب باليتم لفقدان هذه القامة الشعرية التي لم يشعروا بها منذ رحيل الشاعر المتنبي موضحا أن الشاعر " لم يكن فقط شاعر القضية الفلسطينية بل كان شاعر الإنسانية و كان درويش متنبي هذا العصر بامتياز كان شاعرا في اللغة العربية التي بين أصابعه تصبح بقدرة قادر تارة وردا و تارة أخرى مدفعا ". و أضاف "على الجزائر أن تعيد الشاعر محمود درويش الذي شبهه بالنبي أيوب في الصبر إلى القارئ الجزائري و إلى الذاكرة الشعرية الجزائرية باعتبار أن على هذه الأرض كتب الشاعر الراحل "الإعلان العالمي لتأسيس الدولة الفلسطينية" سنة 1988". و كشف أمين الزاوي المكتبة الوطنية سوف تنظم قراءات مفتوحة بمناسبة اليوم العالمي لمحمود درويش الذي أقره المهرجان الدولي للأدب بألمانيا و الذي يصادف 5 أكتوبر بما يؤكد أنه تجاوز بشعره وحضوره الثقافي والإنساني المميز كل الحدود محطما قيود الوطنية الضيقة والانتماءات الصغرى ليكون بحق صوت فلسطين الحضاري المتواصل بآلامه وأحزانه وطموحاته مع روح العصر والفكر الإنساني العالمي المبدع. من جهته أكد السفير الفلسطينيبالجزائر محمد الحوراني الذي أهدى الدكتور أمين الزاوي صورة لمحمود درويش وديوانا له أن " الشاعر محمود درويش صاحب الأسئلة الكبرى هو الذي علم الفلسطنيين الصبر الشعب الفلسطيني والأمة العربية و الإنسانية المؤمنة بقيم الحرية و العدالة فقدوا فيلسوفا و شاعرا كبيرا اسمه محمود درويش الذي في سياق حياته انتمى إلى القيم المتعلقة بالبشر أينما كانوا في فلسطين أو في الجزائر أو في الفيتنام و هو شاعر الثورة و شاعر الإنسانية قاطبة" . و استرجع السفير الفلسطيني محمد الحوراني عبارة قالها له رئيس الجمهورية حينما قدم له أوراق اعتماده "أنتم دائما تشفع لكم فلسطين و يشفع لكم محمود درويش". وتميزت الجلسة التأبينية بتقديم نخبة من المداخلات لتأطير الإنجاز الشعري والإبداعي للراحل محمود درويش ضمنها مداخلة أستاذ اللغة العربية و الأدب العربي من جامعة الجزائر الدكتور عثمان بيدي الذي أشاد بالشاعر محمود درويش مؤكدا أنه "ظاهرة شعرية عالية وشعره حوله لظاهرة جماهرية و شعبية تستقطب ألاف الأشخاص حينما يلقي أشعاره " مضيفا " أنه خسارة كبيرة للإنسانية ". كما نوه الوزير الجزائري الأسبق السيد محمد الميلي بالشاعر الراحل محمود درويش واصفا إياه بالشاعر الفذ و العملاق كما تكلم عن أهمية دوره كمناضل و كشاعر و ككاتب و أهمية المكانة التي تبوأها فلسطينيا و عربيا . كما قدمت الفرقة المسرحية لجمعية آفاق الثقافية من ولاية تيارت تركيب شعري بعنوان "في حضرة الغياب " مقتبس من ديوان الشاعر الراحل بعنوان "في حضرة الغياب ".