تتعرض المساحات الخضراء ببجاية لحملة استنزاف لم يشهد لها نظير من قبل، حيث عرفت وتيرة الاعتداء تصاعدا متميزا منذ قرابة أربعة سنوات•ولم يبق اليوم في بجاية من المساحات الخضراء الفاصلة بين العمارات إلا القليل. محفوظ رمطاني فكلما تم اكتشاف جيب عقاري على مستوى إقليم ولاية بجاية إلا وسارعت الوكالة العقارية إلى بيعه لمقاولين أو صناعيين لإنجاز بنايات إضافية مثلما هو واقع في أحياء الناصرية وحي الصغير وسيدي أحمد وإحدادن. وحسب التوزيع الجغرافي للمشاريع المعنية بالمساحات الخضراء، فإن مؤسسة ترقية السكن العائلي استحوذت على حصة الأسد، فهي متواجدة في كل حي إلى درجة أنها أثارت "غيرة" أصحاب المقاولات الخاصة الذين تساءلوا عن الطريقة التي مكّنت المؤسسة من الفوز بالجيوب العقارية الحضرية• إضافة إلى ذلك، أقدم عدد من المواطنين على الاستيلاء على المساحات الخضراء وقطع هي أملاك للدولة لإنجاز بنايات كبيرة فوقها، وما يثير تساؤل العديد من جمعيات الأحياء، أن هؤلاء يتحصلون بسرعة غريبة على كل الوثائق من رخصة البناء ووثائق الملكية، لتنطلق الأشغال، إضافة إلى سرعة تسوية الوضعية القانونية والإدارية للعديد من المنشآت التي كانت قبل سنوات بنايات غير شرعية، فيما تبقى النقطة السوداء في الملف العقاري ببلدية بجاية هي حديقة التسلية التي كانت في السابق تحصي العديد من الجيوب العقارية والتي لم يبق منها شيئا، حيث استولت عليها "مافيا" العقار وحولتها عن أهدافها، وشوهت منظرها الذي كان من قبل يسّر الناظرين، بلدية بجاية تثبت ملكيتها الشرعية للحديقة بالوثائق القانونية وتطالب باسترجاعها من المعتدين، إلا أنها عجزت في ذلك، فقد سبق وأن فشل المسؤولون السابقون عن ولاية بجاية في استرجاع الحديقة، حيث رفع أحد ولاة بجاية عام 1995 دعوة قضائية ضد المعتدين بتهمة الاعتداء على أملاك الدولة وتبديدها، وصدرت بعدها أحكام بالإخلاء وإرجاع الأماكن كما كانت عليه، لكن تنفيذها بقي أمرا مؤجلا إلى إشعار آخر. للتذكير فإن ملف حديقة التسلية سبق وأن حاول الوالي السابق فتحه تحت ضغط المواطنين، وتمكن من تهديم جزء من البناية المجاورة لحديقة التسلية، وقبل أن تتوغل الآلة بداخل الحديقة وصلت أوامر تطلب من الوالي توقيف العملية إلى تاريخ لاحق وتم الوالي الحالي تنفيذ العملية بهدمها.