كنت اعتقد أن الشديد عندنا هو الذي يتمالك نفسه عند الغضب وفقا لما الحديث الشريف و أن الضعيف منا في الإسلام هو الذي يتحين الفرص لإبراز عضلاته أمام الملء ليشبع الآخرين سبا وشتما لاسيما خلال هذا الشهر الفضيل لا لشيء سوى لأنه تنقصه جرعة من الكافيين أو النيكوتين أو الاثنين معا أو أن أمعاء بطنه تئن تحن وطأة الجوع والعطش فلا يبقى من الصائم الذي يتجرد من كل معاني الصوم و التحكم في النفس سوى كائن تحركه غرائزه الطبيعية و تجعل منه عبدا لا يستفيق من عدوانيته إلا بعد أن يرتشف فنجان قهوة أو يدخن سيجارة و هو يتحدث عن انتصاراته العضلية في الشارع أو في السوق ولسان حاله اللهم إني صائم... العدوانية الزائدة التي" تركب" بعض الجزائريين لأتفه الأسباب و هم صياما تثبت بما لا يدع مجال للشك أن الجزائري ابن بطنه و أن هذا الأخير قد يرمي به إلى التهلكة حتى وهو يؤدي رابع فرض في الإسلام بعيدا أي خشوع أو تحكم في النفس من شانهما إضفاء البعد الروحاني لهذا الفرض الذي ينحسر عند الانقطاع عن الأكل والشرب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وكفى.. مظاهر بعض الجزائريين وهم يتنافسون في إبراز عضلاتهم و يكشفون عن ثراء قاموسهم اللغوي بكلمات السب والشتم يسبب خبزة أو كيلوغراما من الزلابية أو حبات من القلب اللوز يكشف أن هؤلاء لم يدركوا بعد الهدف الحقيقي من الصيام و أن هذا الفرض توارثوه أبا عن جد ليس إلا فغيبوا كل ما فيه جميل باستثناء الموائد العامرة" بالمحمر والمجمر"و السهرات التي لا تتوقف إلا عند أذان الفجر. لا ادري إذا كان العيب في من لا يعرفون من دينهم إلا القشور و الذين يصومون للغير لا لله بالرغم أن الصوم ربما عكس كل العبادات فهو لله أم أن نرفزتنا وعصبيتنا الزائدة حتى في أجمل لحظات حياتنا جعلتنا لا نفرق بين ما عرف عنا من"رجلة وكبرياء في سائر أمور حياتنا و سلوكياتنا خلال أقدس شهر لا يمكن إلا أن نصومه و نحن في قمة في نرفزة عدوانية و ولسان حاله يردد الله غالب ... غالبني رمضان الهام-ع