تعاني الأرملة فاطمة خنفاش من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، ولا تتوقف معاناتها عند هذا الحد فقط بل تتعداه الى مالا يمكن أن يتحمله أي إنسان حيث أصيبت بورم ضخم جعل من بطنها ينزل إلى حد ركبتيها و هو ما يعيقها على الحركة والتنقل، وأكد الأطباء ضرورة الاستعجال في وضع حزام طبي خاصا كي يرفع بطنها إلى الأعلى ويسهل عليها عملية التنقل، ويوقف النزيف . تحكي خالتي فاطمة قصتها مع المرض بدموع لا تتوقف فتقول "رزقني الله بولدين لم أنجبهما إلا بعد عملية قيصرية بحيث وضعت الإبن الأول ثم رزقني الله بالإبن الثاني كذلك بعملية قيصرية، وبعد العملية الثانية بأيام لم يلتئم الجرح بل انتفخ فقام الأطباء بإجراء عملية أخرى حيث تم استئصال الرحم "الوالدة" ومن كثرة العمليات التي أجريتها أصبحت الجراحة في بطني لا تنجح• وهكذا بدأت قصتي مع العمليات الجراحية وبدأت معاناتي مع هبوط كل أحشائي: الأمعاء وكل ما يحتويه البطن بالنزول إلى الأسفل حتى وصلت بطني إلى ركبتي وهنا انفتحت كل أبواب الآلام والمعاناة فجعلت يومياتي مع بطني كابوسا وأصبحت استنجد في كل مرة بالإسعاف لإنقاذ حياتي نتيجة النزيف الحاد الذي يصيبني في كل مرة ، ولا يتوقف بسبب إصابتي بداء السكري وارتفاع ضغط الدم ، وهذا ما يتطلب مراقبتهما يوميا من أجل زيادة أو إنقاص جرعات الدواء، مما يتطلب مني توفير جهاز قياس نسبة السكر في الدم وجهاز قياس ضغط الدم، لكن ليس بمقدروي ذلك• كما أن الأطباء شددوا على ضرورة إسراعي في شراء حزام خاص ببطني حتى لا تنفتح الجروح الموجودة بها وتبلغ قيمة ذلك الحزام 11ألف دينار لكنني لا أملك حتى مائة دينار في جيبي ،وليس لدي أي مدخول، فأنا وحيدة بعد وفاة زوجي الذي كان عاملا يوميا ، وبعد وفاته انقطع مصدر رزقي تقول خالتي فاطمة "توفي زوجي منذ سنوات ولم يكن يعمل في القطاع العمومي أما الطفلان اللذان رزقني الله بهما فقد توفيا أثناء الولادة وليس لي إخوة فقط لدي أخوان من أبي وعلاقتي بهم ليست علاقة حميمية" فهما لايسألان حتى عن أحوالي الصحية . ، ومنذ سنوات و أنا أعيش عند إبنة خالتي والتي لا تسمح إمكانياتها المادية بأن توفر لي حاجياتي الطبية ،استطاعت أن تساعدني بالمأوى فقط"• وتواصل "أنه بالرغم من الحالة المزرية التي أعاني منها - والحمد لله على ما ابتلاني به - إلا أنه ليس بإمكاني أن أقف في الشارع وأمد يدي للناس، فذلك يشعرني بالحرج كما أن حالة بطني لا تسمح لي بالحركة والتنقل ". تبكي خالتي فاطمة وتقول " عندما يضيق صدري تجدني لا أتوقف عن البكاء من فرط الحزن والأسى عندما لا أجد دينارا واحدا لشراء الضمادات لكنني سرعان ما أحمد الله على كل شيء، فأنا على يقين أن "اللّي خلق ما يضيّع" وهناك ذوي القلوب الرحيمة والذين أناشدهم كي يشفقوا على حالي ويتكفلوا بعلاجي والله لا يضيع أجر المحسنين، وأنا أناجي كل المؤمنين ألا يتركوني أعاني أكثر خاصة وأنني في الستين من عمري، وهذا السن لا يسمح لي أن أبحث عن عمل يسعف حالتي وحتى ولو كنت أصغر من هذا السن، تمنعني حالة بطني بأن أعمل أو أتنقل بصورة عادية ." وفي سؤال عن سبب تواجدها في بيت إبنة خالتها أضافت محدثتنا أنها تسكن في بيت للإيجار وصاحب البيت مدين لي بثمانية ملايين سنتيم حقوق الإيجار لأنني لم أدفع فيه فلسا واحدا بعد موت زوجي ووصلت القضية إلى المحكمة لأنه ليس بمقدوري الدفع، فأنا لولا حصولي على الدواء مجانا لما استطعت شراءه، رغم أنني أعاني من شراء الضمادات يوميا لتضميد الجرح الموجود ببطني لأنه لم يلتئم، فكيف يمكنني الحصول على المال يوميا، كما أنه يتوجب علي شراء تحميلات" الغليسيرين" SUPPOSITOIRE GLYCERINE للتخلص من الفضلات لأنني لايمكنني أن أفعل ذلك بصورة طبيعية ، وقد حذرني الأطباء من عدم التخلص منها يوميا، لأن ذلك يشكل خطرا على بطني ويؤدي إلى زيادة انتفاخها وهذا ما يسبب في إلتهاب الجرح"• وتبقى خالتي فاطمة تعاني كل أنواع الآلام بسبب عدم وضعها للحزام الخاص ببطنها إلى أن تحّن عليها القلوب الرحيمة.