دعا خمسة وزراء خارجية أمريكيين سابقين الإدارة الأمريكية المقبلة إلى فتح محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، مؤكدين أن التهديدات الأمريكيةلطهران غير مجدية. وجاءت دعوة كل من مادلين أولبرايت ووارين كريستوفر، وهما من الحزب الديمقراطي، وكولن باول وهنري كيسنجر وجيمس بيكر، وهم من الحزب الجمهوري، خلال محاضرة جمعتهم في جامعة جورج واشنطن أول أمس. وانتقد الوزراء السابقون ضمنيا "تماطل" إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في إيجاد حد أدنى من سبل التواصل مع إيران. وقال كريستوفر، الذي عمل مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون خلال ولايته الأولى (1993-1997)، إن "الحلول العسكرية فقيرة جدا، وعلينا أن نقول ذلك للإسرائيليين". وأعلن كيسنجر، الذي كان وزيرا للخارجية في إدارتي كل من الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد (1973-1977)، أنه يؤيد المفاوضات مع إيران، داعيا الولاياتالمتحدة إلى أن تحدد منذ البداية أهدافها من وراء ذلك. أما أولبرايت، التي تولت حقيبة الخارجية في الولاية الثانية لكلينتون (1997-2001)، فأكدت أنها لو كانت وزيرة للخارجية لبدأت المفاوضات مع إيران على مستوى وزارة الخارجية، وأضافت "علينا أن نحاول الاقتراب من الدول التي نواجه مشاكل معها". وأوضحت المسؤولة الأمريكية السابقة أنه "بقدر ما ننتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يزداد قوة" في نظر المجتمع الإيراني. أما بيكر، الذي شغل منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب (1989-1992)، فقد دعا إلى الحوار أيضا مع سوريا، وقال "إنه من المضحك والسخيف أن نقول إننا لن نتحاور مع سوريا". ومن جهته أكد باول، الذي كان وزيرا للخارجية خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش (2001-2005)، أن المسؤولين الأمريكيين بدؤوا آنذاك محادثات مع الإيرانيين لكنها توقفت سنة 2003. وتأتي هذه التصريحات لمسؤولين أمريكيين سابقين في وقت هددت فيه واشنطن ولندن طهران أول أمس بعقوبات جديدة ما لم توقف نشاطها النووي، وذلك بعد اتهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بعرقلة التحقيق في مزاعم سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وقالت الوكالة إن المسؤولين الإيرانيين لا يزالون يتجاهلون طلب مجلس الأمن بوقف أنشطة بلادهم لتخصيب اليورانيوم ولا يزالون يواصلون تركيب أجهزة الطرد المركزي. وأكد تقرير سري للوكالة أن إيران زادت عدد أجهزة الطرد المستخدمة في تخصيب اليورانيوم بواقع 500 جهاز ليصل عددها إلى 3820 منذ ماي الماضي، وأنها تختبر نموذجا متقدما قادرا على تنقية الوقود النووي بسرعة أكبر مرتين إلى ثلاث مرات. وقال التقرير إن طهران لم تفعل أي شيء من أجل إتاحة الفرصة للوصول بحرية إلى المواقع والوثائق أو المسؤولين المعنيين لإجراء مقابلات معهم. وأضافت الوكالة الذرية أنها لا تزال عاجزة عن تحديد طبيعة البرنامج النووي الإيراني, داعية طهران إلى مدها بكل المعلومات الضرورية. ومن جهتها حملت إيران الوكالة الذرية مسؤولية عدم تحقيق أي تقدم في عملها بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودعاها مسؤول إيراني طلب عدم نشر اسمه إلى تغيير منهجها والعمل بأسلوب "منطقي وقانوني". الوكالات/ واف