استبعد المراقبون الأمريكيون إقدام المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية جون ماكين على استبدال نائبته سارة بالين عقب تقرير المجلس التشريعي لولاية ألاسكا الذي أكد "إساءة استعمال سلطتها كحاكمة للولاية" في فضيحة "تروبرجيت". وجاء التقرير الذي أدان بالين في مرحلة حرجة للحملة وفي تناقض تام مع شعارات الإصلاح ومكافحة الفساد التي قال ماكين أنها وراء اختيارها لمنصب نائب الرئيس. ويأتي توقيت هذه الفضيحة في توقيت لا يتناسب مع استراتيجية ماكين ومحاولته تركيز الهجوم على شخص أوباما وجعل هذه الانتخابات استفتاء على مدى قبول الأمريكيين مرشحاً إفريقيا أمريكياً وليبرالياً إلى هذا الحد. إلا أن ردود الفعل السلبية على استراتيجية ماكين، جعلته يعيد النظر في فائدتها، لا سيما بعد أن ولد الهجوم الشخصي على أوباما واتهامه ب"مصادقة الارهابيين" مشاعر احتقان وكره لدى القاعدة الجمهورية، وأطلق صيحات خلال التجمعات الانتخابية لماكين وبايلن تعتبر المرشح الديموقراطي "خائناً" و "عربياً"و "اقتلوه" وهو ما دفع جهاز الاستخبارات الأمريكية إلى فتح تحقيق في التهديد. وذكرت صحيفة " الحياة" اللندنية ان ماكين حاول احتواء هذه النزعة الجمعة الماضي في رد على امرأة جمهورية اعتبرت أوباما "عربياً وليس أمريكياً" وهو ما شجبه المرشح الجمهوري، داعياً إلى وقف الإساءة إلى أوباما، ومؤكداً انه يحترم منافسه الديموقراطي ومعجب به. إلا أن الاعلانات السلبية والمتعرضة لشخص المرشح الديموقراطي لم تتوقف، ما دفع البعض إلى الاعتقاد بوجود انقسام بين ماكين وحملته حول أسلوب الهجوم والإعلانات. وأكد المرشح الجمهوري السابق بات بوكانان أن هدف الإعلانات وهذا النوع من الهجوم "التأكيد أن أوباما ليس واحداً منا"، ولمح إلى ارتباطاته بشخصيات محرضة على السياسات الحالية مثل القس جيراميا رايت واليساري المتطرف ويليام آيرز كما أشار يوكانان لمحطة "أن. بي. سي" إلى تلقي أوباما تبرعات من "فلسطينيين وعرب". وتخوف الديموقراطيون، وبينهم الاستراتيجي المخضرم روبرت شرام، من إشاعة أجواء شبيهة بأجواء عام 1961 عندما انتخب جون كينيدي رئيساً واتهامه ب"لخيانة" من قبل مجموعات يمينية متطرفة، قبل اغتياله في دالاس (تكساس) في 1963.