احتضنت دار الثقافة "نوار بوبكر" لمدينة أم البواقي أمس أشغال ندوة جهوية لجمعية مجاهدي فيدرالية جبهة التحرير الوطنى بفرنسا بمشاركة ممثلى ولايات الجهة الشرقية، وجاءت هذه المبادرة عشية الاحتفال بالذكرى ال47 لأحداث 17 أكتوبر1961 التي ذهب ضحيتها عشرات الجزائريين جراء القمع الوحشي للسلطات الفرنسية وعلى رأسهم موريس بابون مسؤول عمالة باريس الأمني. وبالمناسبة ألقى عبد القادر بخوش -باحث في الدراسات التاريخية- محاضرة مطولة استعرض فيها دلالات هذا اليوم الحاسم في تاريخ الثورة الجزائرية التي نقلت فيها جبهة التحرير الوطني المعركة لبلاد المحتل لإبراز قضية الجزائر العادلة وظلم الاستعمار. وبين أن الطبيعة الإجرامية للاستعمار لا تعترف بمنطق السلم وحقوق الغير مؤكدا أن المظاهرات كانت سلمية وهدفها رفع الظلم المسلط على الجالية الكبيرة للمغتربين الجزائريين في باريس وسائر المدن الفرنسية، وأوضح بعد ذلك كيف واجهت أدوات القمع الفرنسي "المظاهرات بوحشية وتنكيل لا مثيل لهما تمثلا فى القتل العشوائي وتضييق الخناق على الجزائريين من خلال إعلان حضر التجول على كل جزائري" إلا أن انضباط الجزائريين وتماسكهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم والتفافهم خلف الجبهة -كما أضاف المتدخل- "فوت الكثير على الإدارة الاستعمارية الفرنسية. وفي نهاية محاضرته أكد المتدخل بأن الاستقلال الذي ينعم به الشعب اليوم جاء نتيجة لتضحيات جسام قدمها الشعب الجزائري لنيل حريته واستقلاله مشيرا إلى أن الواجب اليوم يحتم الحفاظ عليه وحمايته لتبقى الجزائر فى طليعة الأمم الحية المتقدمة بأبنائها.