نفت الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى أمس وجود متاجرة آو زرع للأعضاء بطرق غير قانونية بالجزائر وأكد المختصون بمناسبة أحياء اليوم العالمي لزراعة الأعضاء الذي يصادف 15 أكتوبر من كل سنة خلال الندوة التي احتضنها منتدى جريدة المجاهد أن القوانين الجزائرية "صارمة وواضحة في مجال التبرع بالأعضاء وأن المتاجرة لم تحدث بتاتا وما تم تسجيله خلال السنوات الماضية هي شبكة تساعد المرضى على شراء أعضاء من العراق ثم تلتها شبكات أخرى تشتري هذه الأعضاء من باكستان والهند. وقال الأستاذ الطاهر ريان مختص في أمراض الكلى والأمين العام للجمعية الجزائرية لأمراض الكلى أن "هذه الشبكات كانت تنشط عندما تعذر على العديد من المرضى الحصول على كلية داخل الوطن مما جعل العديد منهم يلجأ إلى شرائها من بعض الدول ". وأشار الأستاذ ريان إلى أن وضعية المصابين بالعجز الكلوي بالجزائر قد تحسنت كثيرا من خلال إنشاء المراكز التي تتكفل بهم و البالغ عددهم 250 مركزا وينتظر أن يفتح 80 مركزا جديدا خلال السنوات القليلة القادمة . وحسب الأستاذ فان عدد المصابين بالقصور الكلوي يصل إلى 13 ألف مصاب وتسجل كل سنة 4500 حالة جديدة نسبة 90 بالمائة في مقتبل العمر مؤكدا أن نصف الحالات الجديدة المسجلة تحتاج إلى زرع للأعضاء في حين لا يستطيع المختصون تلبية احتياجات إلا 220 عملية زرع فقط . ورغم وضع الدولة لبرنامج وطني لزراعة الأعضاء (2005 -2009 ) والحملات التحسيسية التي تقوم بها الوزارة تبقى بعض القوانين والعقليات تقف عائقا أمام التبرع بالأعضاء ولا تسهل نزعها من الموتى -حسب الأستاذ ريان -. فبالنسبة للقوانين أكد المختص في هذا الإطار انه" لا يتم التبرع بالأعضاء إلا بين أعضاء الأسرة الواحدة (الأب والأم والأخ والأخت ولا يسمح التبرع بها بين الزوجين أو توسيعها إلى بقية الأهل والأقارب " دعيا إلى وضع "مرونة في القوانين على غرار بعض الدول العربية والأجنبية مع بقاء الدولة ساهرة على العملية لتفادي بعض التجاوزات والمتاجرة في الأعضاء ". و أوضح الأستاذ ريان انه تم حتى الآن إجراء 500 عملية زرع للكلى ب 10 مراكز عمومية مؤكدا على "ضرورة غلق المراكز التي تم التسجيل فيها بعض الوفيات لعدم كفاءاتها على إجراء مثل هذه العمليات التي تتطلب فريقا طبيا متخصصا". وطمأن الأستاذ بن أباجي مختص وعضو الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى المصابين بالنزول عن قريب إلى السوق الجزائرية دواء جنيس (جديد) ثمنه في متناول الجميع مؤكدا بان "المرضى الذين تلقوا زرعا للكلى في صحة جيدة وحالاتهم تتطلب المتابعة الطبية فقط ". وأكد الأستاذان المنشطان لهذه الندوة انه يوجد 6 ملايين جزائري معرضين إلى الإصابة بأمراض الكلى جزء منهم يعاني من أمراض أخرى تؤدي إلى هذا المرض مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم مما يتطلب المتابعة الجيدة وحملات التحسيس للتكفل بهم. واقترحت الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى بالمناسبة نموذجا لبطاقة التبرع بالأعضاء سيتم تقديمها إلى السلطات لتشجيع المتبرعين بالأعضاء الأحياء بعد مماتهم والتكفل بالنقص المسجل في هذا الإطار، وأكد أعضاء الجمعية أن التبرع الحالي الذي يتم بين أعضاء الأسرة الواحدة الأحياء محدودا جدا وان نزع أعضاء الموتى لازال لم يرتق إلى المستوى المطلوب نتيجة الذهنيات السائدة مما يعيق تلبية احتياجات الوطن وان البطاقة المقترحة إذا وافقت عليها السلطات ستحل مشكل زرع الأعضاء إذا كان هناك تحسيس بالعملية.