مع بدء العد التنازلي لسباق الرئاسة الأمريكية احتدم التنافس بين المرشح الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين في ولايات يتوقع أن تكون نتائجها حاسمة في انتخابات يوم غد الثلاثاء، في حين تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم أوباما. وخاض ماكين وأوباما أول أمس السبت معارك في ولايات صوتت للجمهوريين في انتخابات 2004 وذلك خلال عطلة الأسبوع الأخيرة المحمومة لحملة انتخابات رئاسية أمريكية قوية وطويلة. وكان ماكين في فرجينيا في محاولة لزيادة الإقبال على التصويت يوم غد في ولاية عادة ما تصوت للجمهوريين ولكن يبدو أنها تنحاز إلى أوباما الذي يتمتع بتفوق في استطلاعات الرأي في ثلاث ولايات يتوقع أن تحسم الانتخابات بالفوز بالضربة القاضية وهي نيفادا وكلورادو وميزوري. وقد أدلى نحو مليوني شخص بأصواتهم في الاقتراع المبكر في ولاية جورجيا مسجلين رقما قياسيا يؤشر على حماس متزايد تجاه الانتخابات وهو ما قد يساعد أوباما. وأشارت تقديرات مسؤولي الانتخابات إلى أن نحو 35% من الناخبين المسجلين بالولاية وعددهم 7.5ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم في الاقتراع المبكر, لكن المسؤولين لم يمددوا الفترة المسموح بها في الاقتراع المبكر. وقد مددت كارولاينا الشمالية وفلوريدا ساعات الاقتراع بعد أن واجهتا أيضا حشودا كبيرة في الاقتراع المبكر. يشار إلى أن جورجيا كانت معقلا للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية السابقة حيث فاز بها بوش بفارق يقرب من 17% عام 2004, لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تصنف الولاية أنها غير مضمونة الجانب، أي أن فرص الفوز فيها متعادلة. ويقول موقع ريل كلير بوليتيكس إن ماكين يتقدم في جورجيا بنحو 4%. وفي عام 2004 لم يفز المرشح الديمقراطي جون كيري إلا بنحو 22% من أصوات البيض في جورجيا. وفي غضون ذلك أظهر استطلاع لسيسبان ومعهد زغبي نشرت نتائجه أمس، أن تقدم المرشح الديمقراطي أوباما على ماكين زاد بشكل طفيف إلى ست نقاط. وكشف الاستطلاع الذي يجرى على مستوى البلاد تفوق أوباما على ماكين بواقع 50% مقابل 44% بتقدم على النسبة التي سجلها أول أمس السبت. وتشير بعض الأرقام إلى أن الحملة الانتخابية لهذا العام هي الأغلى في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث ترجح إحدى جماعات المراقبة أن يقترب الإجمالي النهائي الذي ينفقه مرشحا السبق الرئاسي وجماعات المصالح الخاصة المرتبطة بهما من ربع تريليون دولار. وينفق جزء كبير من الأموال على الإعلانات التلفزيونية، وتنفق حملة أوباما وماكين في المتوسط 4.1 مليون دولار يوميا على هذه الإعلانات، وتعتبر حملة أوباما هي الأكثر إنفاقا حتى الآن. وفي خضم السباق نحو البيت الأبيض انتقد المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الأساليب التي يستعملها المرشح الجمهوري في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية. وقال بايدن موجها كلامه للمرشح الجمهوري إنه كثف الهجمات الشخصية على أوباما بشكل يعيد للأذهان الإستراتيجيات الهجومية التي استخدمها المسشتار الرئاسي السابق كارل روف في حملتي الرئيس جورج بوش في عامي 2000 و2004. وأعرب بايدن في كلمة أمام أنصار المرشح الجمهوري في مدينة إيفانسيل بولاية إندياي عن أن ماكين "يسعى إلى الوصول إلى كيس الحيل السياسية الخاص بكارل روف". وأضاف بايدن أن الجمهوريين "يصفون باراك أوباما بكل الصفات الممكنة، إنهم يتعاملون بطريقة لا أتذكر أنني سمعت ما هو أكثر منها شرا على المستوى الشخصي ومن المرجح أن تتفاقم الأمور بصورة أكبر". وبعد انتهاء حملته في إنديانا يتوجه بايدن -الذي انتخب عضوا بمجلس الشيوخ عام 1972- إلى ولاية حاسمة أخرى هي أوهايو قبل أن ينهي جولته في فلوريدا.