اليوم ينتخب المواطنون الأمريكيون الرجل الذي قدر له أن يحكم العالم، فالإنتخابات في أمريكا هي الإنتخابات الوحيدة في العالم التي تهم العالم بإسره، ويتابعها العالم أجمع، سواء أكانت في الكونغرس أو الإنتخابات الرئاسية، والرئيس الأمريكي هو الرئيس الوحيد في العالم الذي يحكم العالم أجمع، حتى لو عارضني كثير من الناس بخصوص هذه القضية، والمواطنون الأمريكيون هم المواطنون الوحيدون في العالم الذين ينتخبون رئيسا لكل العالم، وربما برلمانا لكل العالم. من أين لأمريكا والمواطن الأمريكي والرئيس الأمريكي كل هذا الوزن ؟ بدون شك إنها القوة. فأمريكا هي أكبر قوة عسكرية في العالم، وهي الدولة الوحيدة التي لها قواعد عسكرية في مختلف جهات العالم، وهي أكبر قوة اقتصادية في العالم حيث يمثل اقتصادها نحو 70 بالمئة من اقتصاديات العالم، وهي القوة العلمية والمعرفية الأولى في العالم. هذه الوضعية جعلت من أمريكا " السيبر باور " سواء أكانت قوتها " لينة " أو " خشنة ". ولأنها الأقوى، فهي التي تتحكم وتقرر مصير العالم، ولذلك راح كل العالم يهتم بالإنتخابات الأمريكية أكثر من اهتمامه بالإنتخابات المحلية، ولو كان ممكنا له لشارك في الإنتخابات الأمريكية أكثر من مشاركته في الإنتخابات المحلية. والحقيقة أن الفارق أو الفوز في الإنتخابات الأمريكية أصبح في الآونة الأخيرة يتعلق بالسياسة الخارجية أكثر من السياسة الداخلية، مثل العراق وأفغانستان، وإيران، ودارفور، والسلام في الشرق الأوسط، وعودة روسيا، ومشكلة جورجيا، والملف النووي الكوري شمالي، وحقوق الإنسان في العالم، والديمقراطية في الأنظمة الشمولية، ومحاربة الإرهاب الدولي، وغيرها، لذلك أصبح لها شأنا دوليا. ورغم أن الإنتخابات في أمريكا قد انطلقت منذ نحو شهر، فاليوم الثلاثاء هو الذي سيقرر فيه الأمريكيون من هو الرئيس الذي يحكم العالم. إذا كان أوباما فإن ذلك سيكون بمثابة نقطة تحول كبيرة في التاريخ ليس فقط في السياسة الخارجية بل أيضا في أمريكا أو ربما في العالم، فلأول مرة في التاريخ سيتحكم " أسود " في مصير العالم كله، ويضع بين يديه قوة العالم أجمع. أما إذا كان ماكين، فإن دول الشرق الأوسط تحديدا ستستعد لمزيد من الحروب والويلات والمحن، ألم يقل بعظمة لسانه بأنه سيبقي القوات الأمريكية في العراق أزيد من 100 عام ؟