لم تعد أمريكا أهم بلد في العالم كما كانت قبل تاريخ 11سبتمبر 2001.. بل أصبحت هي العالم!! * لأجل ذلك أصبح (أوباما) مثلا أشهر من أي رئيس آخر في العالم ماعدا جورج بوش، ونشاطاته وزياراته الخارجية يتابعها العالم بأسره أكثر مما يتابع نشاطات بقية الرؤساء، فلا حرج أن نحمل مطارياتنا ونلبس "القشابية" كلما أثلجت في الولاياتالمتحدة، ولا حرج أن نستحم بماء بارد إذا أشمست في أمريكا، فالبلد الذي شغلنا بهمه في أحداث الحادي عشر من سبتمبر يشغلنا الآن برئيسه القادم حتى وإن كان بلون يعتبره بعض الأمريكيين لحد الآن إعاقة وهفوة "ربانية".. أمريكا التي بكت قتلى برجيها وشنّت حربا استعمارية على افغانستان والعراق ولبنان ورجمتهم بالجحيم فباركنا عملها وكبّرنا وتابعنا الفيلم المرعب بالصمت الذي هو دليل على الرضا.. أمريكا هاته تريدنا الآن أن نعرف من هو رئيسنا القادم ونصوت عليه قبل أن يصوت عليه الأمريكيون. * أليس من الأفضل أن تشرك أمريكا شعوب العالم في الاقتراع على رئيسها القادم.. تفتح لهم أبواب الحملات الانتخابية ليقرأوا بيانات المساندة ويفتحوا في أوطانهم مقرات المداومة، وإن لاحظوا أن نسبة التصويت تبتعد عن المئة في المئة زوّروا أو ألغوا الانتخابات أو طالبوا بتغيير الدستور الأمريكي لأجل تمكين جورج بوش من إكمال برامجه في تهديم الملايين من مساكن المعمورة وتشريد الملايين من المسلمين وتمكين اسرائيل من (موطنها) الممتد من الماء إلى الماء، ما يقوله أوباما أو غيره من المترشحين لقيادة الولاياتالمتحدة هو ليس كلام خارج "التطبيق"، فالرجل بدأ من الآن في املاءاته وعلى الجميع الإذعان، فأمريكا صارت مقتنعة أنها كلما قالت لنا "كونوا".. "كنا"!!